أغرقت القنوات الفضائية العربية مشاهديها العرب في كل مكان بعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية الرمضانية، بحيث لم يعد المتابع يستطيع التركيز مع هذه الكثرة على مسلسل بعينه، خصوصاً وأنها تعرض في أوقات متقاربة، وبعد موعد الإفطار.
الأكثر من هذا أن العديد من الممثلين يشاركون في أكثر من مسلسل، وأحياناً يقوم بدور البطولة فيها، أو أنه يقوم بدور مشابه لدوره في المسلسل الآخر، الأمر الذي يثير في بعض الأحيان حيرة المتابع لهذه المسلسلات بحيث أنه لا يدري هذه الأحداث وقعت في هذا المسلسل أو ذاك، وفقاً لعدد من المتابعين الذين صرحوا بذلك لـCNN بالعربية.
وأجمع المتابعون على أن هذا العام شهد نقلة نوعية في أداء الممثلين السوريين على وجه الخصوص، ذلك أنهم إلى جانب قيامهم بالتمثيل في أكثر من مسلسل، شاركوا في القيام بأدوار مهمة في عدد لا بأس به من المسلسلات المصرية.
البعض أشار إلى أن هذا الأمر إنما يعود إلى أن الممثل السوري أصبح مطلوباً عربياً، وأن مشاركته في المسلسلات المصرية يعزز من انتشار المسلسلات المصرية عربياً، ذلك أن هذه المسلسلات تراجعت نسبياً خلال شهر رمضان الماضي.
على أن البعض الآخر يشير إلى أن في هذه المشاركة انتشار أكبر للممثلين السوريين، وأن مشاركتهم مهمة للجانبين.
وفي هذا الخصوص قال الصحفي السوري، محمد الأزن، والذي يتابع الانتاج الدرامي، إن نجاح الممثل السوري أدى إلى أن يكون مطلوباً، إضافة إلى الناحية الاستثمارية للجهات المنتجة.
وأشار إلى أنها تصب أيضاً في خانة محاولة الدراما المصرية لاستعادة الانتشار عربياً، بعد نجاح الدراما السورية في اقتطاع شريحة واسعة من سوق المسلسلات الرمضانية.
واستبعد أن يكون هذا الوجود السوري في الدراما المصرية له علاقة بارتفاع أجور الممثلين المصريين، وقال "الممثل السوري ليس عمالة رخيصة"، وبعضهم يفوق في أجره أجر الممثل المصري.
على أي حال، القضية التي تثير رأي المتابع من المشاهدين العرب لهذه المسلسلات أكثر من غيرها هي تلك التي يشارك فيها الممثل في العديد من المسلسلات.
وباستثناء قلة من الممثلين، ومن بينهم الفنانة سلاف فواخرجي، التي تفرغت للعمل في مسلسل واحد هو كليوبترا، فقد شارك ممثلون في عملين على الأقل، وشارك آخرون في خمس مسلسلات.
فهاهو الممثل عباس النوري يطل علينا في مسلسلات "الخبز الحرام" و"سقوط الخلافة" و"أهل الراية"، بينما يشارك سامر المصري في مسلسلين هما "عش الدبور" و"ملك التكسي..أبو جانتي"، وكذلك فعل جمال سليمان، حيث شارك في مسلسلي "لحظة حب" و"ذاكرة الجسد."
ويشارك الفنان عابد فهد في مسلسل "أنا القدس" وفي مسلسل "الكابتن عفت"، وفقاً لما ذكره موقع "سريانيوز" على الإنترنت، الذي أشار إلى أن الفنانة سلافة معمار تشارك في مسلسل "أبواب الغيم" ومسلسل "ما ملكت أيمانكم" و"أهل الراية"، بينما يشارك الفنان باسل خياط في "الخبز الحرام" و"أبو خليل القباني" و"وراء الشمس" و"القعقاع بن عمرو التميمي."
ويمثل بسام كوسا في مسلسلات "وراء الشمس" و"قيود عائلية" و"الصندوق الأسود"، بينما يمثل مصطفى الخاني في مسلسل "باب الحارة" و"ما ملكت أيمانكم"، في حين يمثل الفنان تيم حسن في مسلسل "أسعد الوراق" ومسلسل "كنت صديقاً لدايان."
الفنانة أمل عرفة بدورها شاركت في مسلسلات "أسعد الوراق" و"الزلزال" و"تخت شرقي" و"بعد السقوط"، بينما شاركت منى واصف في مسلسلات "الصندوق الأسود" و"باب الحارة" و"وراء الشمس" و"القعقاع بن عمرو التميمي" و"أسعد الوراق."
سلوم حداد شارك في مسلسلات "القعقاع بن عمرو التميمي" و"تخت شرقي" و"السائرون نياماُ" إلى جانب جهاد سعد الذي شارك كذلك في مسلسلي "ما ملكت أيمانكم" و"سقوط الخلافة.
الإعلامي جميل ضاهر، قال في لـCNN بالعربية، إن تكرار ظهور الممثلين في المسلسلات من دون شك يسبب الإرباك للمشاهد والمتابع، خصوصاً وأن الفترة الزمنية بين عرض الحلقات ليست كبيرة، مشيراً إلى أن الأمر غير صحي.
وأضاف أنه كان من الأسهل والأجدى بالنسبة للمنتجين أن يلجؤوا إلى الوجوه الجديدة، خصوصاً وأن العديد من الممثلين في المسلسلات لا يقومون بأدوار البطولة المطلقة، ما يمنح الوجوه الجديدة خدمة بظهورهم في هذه المسلسلات، وكذلك فرصة لدخول السوق.
من ناحيته، الأزن إن تكرار ظهور الممثلين في العديد من الأعمال الفنية المتفاوتة يصيب المشاهدين بالتشويش بالتأكيد، فهناك ممثلون ظهروا في أكثر من عمل فني تعرض على الفضائيات العربية المختلفة.
وأشار الأزن إلى النجم السوري قصي خولي، على سبيل المثال، فقد ظهر في خمسة أعمال فنية، من بينها "أهل الراية" و"باب الحارة" وتخت شرقي" و"أبواب الغيم"، إلى جانب "نقطة ضوء"، منوهاً إلى أن تكرار ظهور الممثل يشوش على ذهن المتلقي.
وأوضح أن "قصي خولي لم يقدر أن يفوت أي جزء من هذه الأعمال"، وإلى أن مثل هذا التكرار يعود إلى "جماهيرية" النجم، رغم أنها قد تمثل "حالة استنزاف للنجم السوري."
وعزى الأزن تكرار ظهور الممثلين في الأعمال الفنية إلى الأجور المادية، وهو ما ألمح إليه الفنان باسل خياط.