أكدت الدراسات الطبية الحديثة أن المشروبات الغازية تشبه التدخين من حيث خطرها على الجسم، إلا أنها تتفوق في مضارها على التدخين من حيث تناول شريحة كبيرة من الناس لها بدءاً من الطفل ذي السنتين الذي بات من الصعب صرف نظره عنها وحتى كبار السن اعتقاداً منهم أنها تساعد على الهضم.
هذا كله في الوقت الذي تكثر فيه الدعاية للمشروبات الغازية من خلال التركيز على فئة الشباب على استخدام تعابير خاصة كالمتعة والانتعاش وإطفاء العطش وإشراك أهل الفن ونجوم الرياضة لترويجها، ويدمن البعض في تناولها مع كل وجبة طعام، بل ويتحف بها ضيوفه.
إذ أن تركيبتها الغذائية غير المتوازنة تماماً تحوي مواد عالية من السكريات ولا تحوي بروتينات وفيتامينات أو دسماً وبالتالي هي تحمل كمية كبيرة من الحريرات تقدرب 130 حريرة لكل علبة قياس 330 مل، السكريات الموجودة تحرر افراز الأنسولين في الجسم ما ينتج إثارة إحساس الجوع عند الطفل ورغبته في تناول كميات كبيرة من الطعام خارج الوجبات المألوفة وأثناءها.
في حين أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون هذه المادة بكثرة هم أكثر عرضة لحدوث البدانة ويؤدي إلى ترقق العظام بعد انتهاء مرحلة الطفولة، وأضاف بوظو في دراسة أجريناها بمدينة دمشق تبين أن الأطفال البدينين يتناولون المشروبات الغازية أكثر من الأطفال غير البدينين ب4 مرات.
كما يجب تذكير الأهل بتصحيح الخطأ الشائع بإعطاء هذه المشروبات أثناء الاسهال الحاد فهذا يؤدي إلى زيادته لأنها مفرطة الحلولية أي مقادير العناصر السكرية والشاردية في الماء فيتزايد الإسهال الحاد أثناء المرض ما يعرضهم للتجفاف.
مازالت المشروبات الغازية في قفص الاتهام الصحي وليست أساسية في الأنظمة الغذائية وتشكل تهديداً حقيقياً لصحة الجسم عامة وصحة العظام والأسنان بصورة خاصة، ففي دراسة طبية نشرتها دورية طب الأسنان البريطانية أن هناك صلة قوية بين احتساء المشروبات الغازية وبين زيادة الإصابة بتآكل الأسنان لدى الأطفال والمراهقين.
وتوصلت الدراسة الجديدة، التي شملت أكثر من ألف طفل إلى أن خطر الإصابة بتآكل الأسنان يتزايد لدى الأطفال البالغة أعمارهم 12 عاماً، الذين يتناولون المشروبات الغازية بنسبة 59٪، في حين ترتفع هذه النسبة الى 220 في المئة عند الأطفال البالغة أعمارهم 14 عاماًَ.