الجمعة - 30 تموز - 2010 - 9:29:34
يصل الرئيس بشار الأسد و خادم الحرمين الشريفين اليوم الجمعة إلى لبنان لعقد قمة مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان ، بهدف احتواء التوتر في المنطقة و لبنان .
وقالت أوساط الرئاسة اللبنانية إن محادثات لساعات عدة ستجري في قصر بعبدا سينضم إليها رئيسا مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ومن ثم سيقام لقاء موسع إلى طاولة غداء على شرف الزعيمين العربيين تشارك فيه الأطراف السياسية الرسمية والحزبية.
وأكد وزير التربية والتعليم العالي السعودي إن القمة الثلاثية تكتسب أهمية كبيرة في الظرف الحالي، وإنَّ الهدف منها تأمين مظلة حماية للبنان من أي وضع أمني والحفاظ على التهدئة.
و توقعت مصادر اعلامية مشاركة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في القمة إلا انه لم يصدر أي تصريح رسمي بهذا الشأن .
وعلم أن دوائر قصر بعبدا وزّعت دعوات للنواب والوزراء والسياسيين لحضور حفل غداء يقيمه رئيس الجمهورية على شرف ضيفيه في وقت بدأت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن باتّخاذ إجراءات أمنية مشدّدة تمهيدا لوصول ضيفي لبنان.
وفيما عقد الرئيس سليمان اجتماعا تنسيقيا مع رئيس الحكومة سعد الحريري عشية القمة وصف مرجع سياسي رفيع المستوى القمة بأنها " قمة مواجهة خطر تداعي الأوضاع في لبنان واستباق أي عاصفة قد تضرب البلاد".
وقال المرجع إن القمة استثنائية بكل المعايير وهي وإن كانت ستركز على خريطة طريق إخراج لبنان من شرنقة الأزمة العاصفة التي يعيشها إلا أنها سوف تبحث في عمق ما يجري من تطورات إقليمية ودولية وخصوصا ما يتعلق بالجهود القائمة لإستئناف مفاوضات السلام بين الإسرائليين والفلسطينيين وكذلك ما يتصل بملف إيران النووي وتداعياته على المنطقة ولبنان.
و رأى الحريري أن زيارة الرئيس بشار الأسد و العاهل السعودي تضفي استقرارا كبيرا في البلد بعد التشنجات الإقليمية .
وفي السياق نفسه انصبت التحليلات والقراءات السياسية والإعلامية على ما ستؤول إليه قمة الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا . وقال مصدر معني بالتحضير السياسي لمباحثات القمة إن هناك اتفاقا على أن القمة هي قمة تثبيت الاستقرار في لبنان أولا وأخيرا بما يضمن عودة الأوضاع إلى طبيعتها ومن ثم التأسيس لمناخ حواري جديد برعاية سورية سعودية مباشرة سوف يتم الاتفاق على آلياتها خلال القمة وبحضور الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري.
وتابع المصدر ردا على سؤال إن المباحثات التي أجراها الملك عبد الله في كل من القاهرة ودمشق قبل وصوله إلى بيروت هي من الأهمية بمكان بحيث يمكن القول إن التنسيق العربي – العربي الذي يقوده الملك عبد الله سوف يشكل الحاضنة التي سيولد في ظلها مشروع إخراج الأزمة السياسية في لبنان من دائرة الخطر الشديد ونزع الألغام من طريق عودة اللبنانيين إلى الحوار.
وفي المواقف اللبنانية اعتبر عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب فريد الخازن أنَّ "زيارة القادة العرب لها رسائل عديدة، أبرزها أنهم يقولون إننا لا نريد أي أزمة في لبنان، وأننا لسنا على خلاف حوله"، معرباً عن اعتقاده بأنَّ "المشهد العربي يختلف في تفاصيله وتداعياته عمَّا كان عليه سابقاً".
ورأى أنَّ "الزيارات التي سيشهدها لبنان تهدف إلى صون السلم الأهلي في لبنان".
من جانبه أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "أهميّة الزيارات الأخوية المرتقبة للقادة العرب إلى لبنان، التي تعطي مزيداً من الأمان العربي للبنان، ولما لها من انعكاس إيجابي على أبنائه في ترسيخ التعاون والتضامن والوحدة الوطنية مع بعضهم للمصلحة الوطنية العليا".
وأبدى قباني تقديره للدور العربي في "دعم لبنان حكما وحكومة وشعبا، ومساعدته للخروج من التحديات التي تواجه مسيرة أمنه وسلامه واستقراره في الظروف الدقيقة التي يمر بها لتخفيف الاحتقان ونبذ الانقسام بين أبنائه كي لا يقعوا في فخ الفتنة التي تنتظرها إسرائيل".