الجمعة - 30 تموز - 2010 - 13:18:50
قال وزير الصحة رضا سعيد "إن الرقابة الصحية في البلاد ليست على ما يرام جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها استشاري التثقيف الصحي في منظمة الصحة العالمية عبد الحليم جوخدار".
وبيّن سعيد أن وزارة الصحة ليست مخولة بمراقبة الغذاء بل هي مسؤولية جهات أخرى ومع ذلك فإنها ستسعى في المستقبل القريب لتقوم بمراقبة الغذاء إلى جانب الدواء وخصوصاً أن تداخلاً كبيراً في المسؤوليات يعرقل حل المشكلات وهو مشروع طرحته الوزارة وستستمر فيه حتى يتحقق.
وأوضح سعيد أن التدخين والأركيلة ما زالا ينتشران بشكل كبير في كل شرائح المجتمع السوري، وخصوصاً أن الكثير من أصحاب المطاعم اعتمدوا نوعاً من التحدي ليثبتوا أنهم فوق القانون وجاؤوا بنظريات مختلفة مثل نظرية أن المطعم يصبح مكاناً مفتوحاً عند فتح النوافذ. مشيراً إلى ضرورة الاتجاه نحو الجمهور غير المدخّن والاستفادة منه كسلاح فعال لهذا الغرض على أن صوته سيساعد بقوة في فرض تطبيق القانون بالشكل الصحيح.
وأشار سعيد إلى أن وزارة الصحة ستقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية لتخصيص خط اتصال مباشر لشكاوى المواطنين للتبليغ عن أي مخالفة لتطبيق منع التدخين في الأماكن العامة.
كما تحدث سعيد عن أوضاع مشفى ابن النفيس المزرية وعن أسباب تردي واقع النظافة فيه وعن وجود الحشرات وسوء وضعه كبناء مبيناً أنه معد للهدم لاستحالة عمليات الترميم فيه.
وعن مشكلة مشروبات الطاقة وصعوبة مواجهة المشكلة كونها مسموحة في جميع الدول الأخرى لفت سعيد إلى أن هناك إشكالاً في هذه المشروبات كونها تحتوي على أنواع من المنشطات تؤدي إلى مشكلات صحية عند تناول كميات كبيرة منها، وأشار إلى أن وزارته تحاول استصدار قانون يضبط هذه المشكلة إلا أنها -الوزارة - تتعرض لهجوم من قبل موردي هذه المشروبات ولذلك فالمتاح حالياً لمواجهة المشكلة يتمثل في إلغاء حصر بيع هذه المشروبات في الصيدليات لعدم نجاعة هذا الإجراء حيث إن أنواعاً كثيرة من مشروبات الطاقة متوافرة بكثرة خارج الصيدليات، كما ستشترط الوزارة في هذه المنتجات احتواءها على تحذير صحي يشير إلى خطورة تناول كميات كبيرة منها.
وتحدث سعيد عن مشكلة بيئية وصحية وصفها بالخطرة تتمثل في سقاية المزروعات بمياه الصرف الصحي في بعض أراضي ريف دمشق الزراعية مبيناً أن هذا الأمر ينطوي على الكثير من الأذى الصحي لاحتواء الثمار على أسباب الضرر حتى بعد غسلها لأن هذه المياه تحتوي على جراثيم ومواد خطرة كيميائية وطبية وغيرها.
استشاري تعزيز الصحة والتثقيف الصحي في منظمة الصحة العالمية عبد الحليم الجوخدار لفت في محاضرته حول تسويق المنتجات الغذائية للأطفال وتأثيرها السلبي على صحتهم إلى ضرورة تفعيل الإعلام والصحة على اعتبار الإعلام صلة الوصل بين السلطات والجمهور وأن بإمكانه توفير المعلومات الصحية الدقيقة بأسلوب بسيط سهل الفهم إضافة إلى أنه يساعد على كسب التأييد لقضايا الصحة العامة.
كما تحدث فيها عن الإعلام التجاري وتأثيره في صحة الأطفال حيث إن أكثر المنتجات المعلن عنها للأطفال هي الحلوى والوجبات الغنية بالسكر والمشروبات الغازية المشبعة بالسكر والتسالي المقلية المشبعة بالملح والوجبات السريعة المشبعة بالدهون والمرتفعة بالسعرات الحرارية ومنخفضة القيمة الغذائية مشيراً إلى أن جميع هذه الإعلانات تروج لمنتجات غير صحية وتسهم في غرس عادات غذائية سيئة قد تستمر مدى الحياة.
وأشار الجوخدار في هذا السياق إلى أنه علم من مصادر موثوقة أن قمر «نايل سات» الذي يبث نحو مئتي قناة فضائية حالياً سيصل عددها خلال السنوات الخمس القادمة إلى نحو 1500 قناة معظمها قنوات تجارية ستسهم في ترويج أنماط غذاء وحياة غير صحية.
وعن الوجبات السريعة وآثارها الصحية السلبية أوضح الجوخدار في محاضرته أن تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكر والملح يسهم في تكوين عادات غذائية غير صحية ستؤدي لزيادة وزن الأطفال والمراهقين.
وتحدث الجوخدار حول مخاطر دخول سورية على لائحة الدول التي تعاني من نسبة بدانة ملحوظة بين أفراد سكانها وقال: "عندنا إحصائيات حول نسبة البدانة بين أفراد السكان السوريين ولكن آخر هذه الأرقام المنشورة تعود إلى العام 2004، ونحتل المرتبة قبل الأخيرة في الإقليم وتسبقنا إيران في المحافظة على الأوزان السليمة، وبالنظر إلى سورية نجد أن 54% من النساء عندهن زيادة وزن، و52.9% من الذكور عندهم بدانة أو زيادة في الوزن".
وأشار الجوخدار إلى أن البدانة تؤدي إلى المتلازمة الأيضية وهي سابقة للأمراض المزمنة تبدأ باختلال نسب الكولسترول والسكر وغيرها في الدم ومن ثم تهيئ للتحول إلى مرض السكري وغيره.
ولفت الجوخدار إلى أن هناك زيادة مطردة في نسبة البدانة بين السوريين لافتاً إلى أن نسبتها بين الإناث تجاوزت على الأرجح نسبة 60% خلال الأعوام القليلة الفائتة.
وتوقع الجوخدار نشر نتائج المسح الدولي لتلاميذ المدارس مع نهاية العام الجاري ومن بينهم التلاميذ السوريون، معتبراً أن هذا الأمر مهم جداً لأنه سيعطي نتائج تبين أشياء كثيرة يمكن البناء عليها وذلك أسوة بغيرها من دول الجوار كالأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
وعن الأعباء والتكلفة الصحية والمادية التي يمكن أن تتسبب بها ظاهرة البدانة على البلد أجاب الجوخدار أن 57% من عبء المرضى في دول حوض المتوسط تأتي نتيجةً للأمراض غير السارية أي المزمنة التي أصبحت نسبتها تتعدى نسبة الأمراض العادية التي يمكن الشفاء منها بإبرة أو لقاح على العكس من أمراض البدانة.