يدعي أن الله أرسله لخدمة الناس باستخراج اللقى الذهبية والآثار
يبدو أن الشعوذة وأعمال السحر أصبحت "شغلة من لا شغلة له " وسيريانيوز تتابع اليوم قصة جديدة من قصص المشعوذين الذين تكاثروا في سورية ،وأوقعوا في حبائلهم شرائح متنوعة ،من الأميين وحتى الجامعيين.
مشعوذ حمص .. مشعوذ دير الزور .. أبو شهاب الدين .. أبو الجدايل وبعدهم أبو الفتح المصري وتتراوح أهدافهم بين الجنس والمال وغالباً كليهما معاً .
ومشعوذ اليوم تمكنا من معرفة أحد ضحاياه ونتوقع اكتشاف المزيد منهم بعد نشر هذا التحقيق
البداية
تعرف الشاب ماجد عثمان على مشعوذ مقيم في دمشق يدعى محمد جهاد ياسين تولد 1979 عن طريق أحد أبناء مورك ومقيم فيها ويدعى محمد الرزوق تولد 1980 ودأب على زيارته، واعتقد بكراماته وقدراته وهو الذي " أرسله الله للعالمين لكي يفيدهم " .
وحسب القليل الذي عرفته عائلة المتوفى عن علاقته بالمشعوذ عندما ساءت حالته الصحية فإن سيطرة كاملة مارسها المشعوذ على الشاب ماجد الأب لثلاثة أطفال .
و قال شقيقه فراس لسيريانيوز " ساءت حالة شقيقي النفسية لدرجة كبيرة فقمنا بعرضه على طبيب نفسي ولم نكن نعرف السبب وكان يحيرنا بحاجته الشديدة للمال ، الأمر الذي دفعنا للتدقيق في علاقاته وعرفنا أنه على علاقة بمشعوذ مقيم في دمشق، لكنه كان يرفض البوح باسمه أو بأي شيء عنه " .
وأضاف الشقيق " استطعت بالحيلة الوصول إلى هذا الشخص ،وتظاهرت بتصديق كراماته،واطلعت على أساليبه، ومنعت شقيقي من التواصل معه لكنه كان يرفض خوفاً منه " .
وحسب عائلة المتوفى فإن المشعوذ جهاد ياسين حضر برفقة شخصين يدعيان أبو حمزة وأبو جمال إلى مورك لاستكشاف وجود ذهب ولقى أثرية في أرض ماجد .
الذهب تحت الشجرة
وقال عبد الحميد عثمان وهو ويعمل كمزارع في بستان المتوفى " في نهاية العام 2008 حضر أشخاص من دمشق برفقة ماجد ومحمد الرزوق حيث طلب أحد الأشخاص من محمد أن يحمل قلادة بيده وعندما تصبح حامية أن يفلتها من يده وهذا ما حصل وسمعتهم يقولون لماجد يوجد مقبرة في ذلك المكان وكنز وذهب وقلعة في الأرض المجاورة لكم وفيها ذهب"
وأضاف الشاهد " وسمعت شخصاً يقول لماجد أن بإمكانه سحب الذهب من تحت أرض جاره إلى أرضه ويحتاج إلى بخور " اللبان الذكر " ورأيته يعطيهم مالاً بكيس كبير الحجم ، وفي اليوم التالي حاولت أن استفهم من ماجد حول هؤلاء الأشخاص فقال لي إنهم رجال دين " .
وتابع " بعد أشهر طلب مني تأمين 200 ألف ليرة واكتمل لديه مبلغ 2 مليون ذهب به إلى دمشق إلى عند شيخ من آل ياسين "مضيفاً أن سيطرة المشعوذ عليه كانت لدرجة أنه كان يقف عندما يتحدث معه على الهاتف " .
الوفاة
و في يوم 26/1/2010 تلقى ماجد عثمان اتصالا هاتفياً من المشعوذ وحسب قريبه عبد الحميد عثمان فإن "الاتصال كان نارياً وكنت أسمعه كون هاتف ماجد حديث وصوته مرتفع وكان المشعوذ يهدده بالقتل وخطف أولاده وتدمير مستقبل شقيقه إذا لم يرسل المبالغ المطلوبة فأجابه ماجد أستطيع تأمين شيء والناس تطالبني بالمال وسأشتكي عليك فرد عليه المشعوذ بالشتائم والتهديد بالقتل و خطف الأطفال وعندها سقط الهاتف من يد ماجد و سقط هو على الأرض وحصل معه انهيار عصبي وفقد الوعي وقمنا بإسعافه وبعدها فارق الحياة ".
وأدخل الشاب ماجد إلى أحد المشافي الخاصة في بلدته مورك بحالة توقف قلب وتنفس إثر أزمة نفسية شديدة أدت "إلى انهيار عصبي وتم إدخاله إلى العناية المشددة وإجراء الإنعاش القلبي الرئوي مع الصدمات الكهربائية لفترة نصف ساعة مع دعمه بالأكجسين علماً أنه كان يتعرض لنوبات صرع متكررة شديدة ودون جدوى وتوفي على إثرها " .
وبناء على طلب النيابة العامة لإعطاء تقرير طبي حول الوضع الصحي لماجد عثمان وبالاستناد إلى إضبارته أكد الدكتور محمود عبد العال أن الشاب " راجعه مرة واحدة في عيادته بتاريخ 19 /12 /2009 . حيث تبين أنه يعاني من اضطراب توهمي مزمن مترافق مع نوب صرع متداخلة ويعود بدء حالته المرضية إلى مدة ستة أشهر قبل مراجعته العيادة وذلك إثر تعرضه لشدة نفسية شديدة حسب استجوابه وبناء على أقوال ذويه أعطي العلاج المناسب وكان من المقرر أن يراجع بتاريخ 25/4/2010 للمتابعة " .
اطفال المتوفى
و بناء على شكوى العائلة ألقى فرع الأمن الجنائي بحماة القبض على المشعوذ المذكور وشريكه المقيم في نفس البلدة بتهمة التسبب بالوفاة والقيام بأعمال السحر والشعوذة . ;;
وحسب ادعاءات المقبوض عليه فإن المشعوذ اعترف بالقيام بــ " بعض أعمال السحر والشعوذة باستعمال مادة البخور وآيات قرآنية " وذلك بالاشتراك مع المتوارين فتحي ياسين المقيم في ببيلا بريف دمشق وجورج بدران العسافين وهو أردني الجنسية ، و زكريا مازن حيبا المقيم في مساكن برزة ،و حمزة خالد شيخو وهو لبناني الجنسية ، و خطيبته ريم قبلاوي .
كما أقر وفق ضبط التحقيق بسحب نحو عشرة ملايين ليرة سورية من المتوفى ماجد عثمان قام باقتسامها مع شركائه المذكورين ،كما اشترى سيارة لخطيبته ومصاغاً ذهبياً وأثاث منزل بقيمة مليون ليرة واستثمر جزءا من المال في مطعم في أشرفية صحنايا كما صرف قسماً آخر على الفنانات وملذاته الشخصية .
واعترف المشعوذ بأنه هدد المتوفى بقتل أطفاله عندما طالبه بالمبالغ المالية واعترف بحجز حريته في غرفة لمدة عشرة أيام منها يومان بلا طعام .
وجاء في اعترافات المشعوذ أنه التقى المتوفى ماجد أول مرة في مطعم سيجار المملوك لوالد خطيبته ريم قبلاوي وأنه أخذ في المرة الأولى مبلغ 75 ألف ليرة لــ " فتح طريق لإخراج الكنز " وتتالت اللقاءات وفي إحداها في المطعم نفسه المملوك لوالد خطيبته وأثناء وجودها مع ذويها قبض مبلغ مليون ليرة قام على الفور بوضعها كأمانة مع شريكته ريم و قام لاحقاً بتشغيل المبلغ في استثمار مطعم قريب من مطعم والدها كما اشترى سيارة سياحية لها كهدية .
كما اعترف شريكه محمد الرزوق بأنه قام بابتزاز الطرفين وسحب مبالغ منهما صرف قسماً منها على والده المريض والباقي على ملذاته الشخصية .
منزل السحر
و اعترف المشعوذ بأنه اصطحب الشاب إلى منزل مستأجر من قبل عمه فتحي ياسين حيث جهز غرفة خاصة بأعمال السحر والشعوذة .
وحسب إفادة شقيق المتوفى الذي تمكن من الدخول إلى هذا البيت فإن الغرفة بستائر مسدلة طوال الوقت وفيها إضاءة خافتة تزيد من رهبة الدخول إليها كميات الدخان الكبيرة المنبعثة من صحائف البخور الذي يتم حرقه بكثافة عند دخول أحد الضحايا .
وحسب اعترافات المقبوض عليه فإنه قام قبيل إحضار الشاب ماجد بإشعال كمية من البخور وتشغيل الإضاءة الخافتة وإحضار شوكولا على شكل دوائر ملفوفة بورق ذهبي اللون وقطع خشبية تم طلاؤها بدهان ذهبي اللون .
وأنه حذر الشاب ماجد من لمس الذهب لأنه سيختفي مؤكداً له أنه يجب حرق كمية تقدر قيمتها بثلاثة ملايين ليرة من البخور العماني المذكر لكي يتم سحب كمية الذهب كلها .
باسل ديوب - سيريانيوز