الفلاحون: الأضرار كبيرة ونطالب اتحادنا بصندوق للكوارث لتعويض الفلاحين
رئيس اتحاد الفلاحين: الحسكة الآن تتعرض لكارثة زراعية نطالب بتحديد العتبة بـ 2- 5 %
بعد الصدأ الأصفر الذي قضى على حقول كاملة من القمح ، تأمل الفلاحون خيراً بما يسمى هنا الذهب الأبيض ( القطن ) ليعوض الله لهم ما فات من القمح إلا أن آمالهم لم تكن بمحلها فجاء وباء دودة اللوز ليلحق محصول القطن بمحصول القمح وليقضي على نسب كبيرة منه بحسب المزارعين.
وفي جولة قامت بها سيريانيوز إلى عدد من الحقول، أشار عدد من المزارعين بان نسبة الضرر في محاصيلهم تجاوزت 60 %، وهذا ما فندته مديرية الزراعة التي حددت نسب أقل بكثير بحسب تقارير صادرة عنها فيما يوازن نقيب المهندسين الزراعيين بين المقارنتين فيوضح أسباب هذه المزاعم والأقوال.
الفلاحون : الإصابات تجاوزت 60%
يقول أحمد المعروف – مزارع في منطقة رجمان : " قمت بزراعة 12 دونم من محصول القطن إلا أنني تفاجأت بإصابات غريبة ضربت المحصول ، وبعد الاستفسار من مهندس زراعي مختص تبين إصابة المحصول بديدان اللوز الشوكية ، وحاولت مكافحتها عبر المبيدات الزراعية أو المعالجة عن طريق دائرة الإرشاد الزراعي التي قدمت كميات ضئيلة للفلاحين من الأعداء الحيوية التي هي عبارة عن ديدان أخرى تقتل هذه الديدان ولا تضر بالزرع".
وأضاف المعروف " إن أكثر من 80 % من المحصول قد تلف الآن ، وقد يضطر لتضمين أرضه ( بيعها لرعي الغنم فيها ) قبل أن ينتهي ما تبقى من المحصول لديه مشيراً أنه قد زرع دونم باميا بجانب القطن إلا أن الدودة وصلت إليه وقضت عليه بالكامل " .
وأشار المزارع " إن من واجب اتحاد الفلاحين في ظل الآفات التي تتعرض لها المحاصيل الاستراتيجية إحداث صندوق للكوارث لتعويض الفلاح شيء من أضراره التي يتكبدها " .
ويؤكد ذلك الفلاح محمد سلطان من منطقة تل تمر فيقول " إن محصولي تلف أكثر من 60 % منه وأن الأعداء الحيوية غير موجودة في دائرة الإرشاد وقد سلمنا أمرنا لله ، ونفكر في تضمين الأراضي علنا نعوض شيء من أضرارنا " .
ويشير لفلاح سلمان سعدون من قرية الداودية " لدي حقل بمساحة 100 دونم ولكني غسلت يدي من هذا الحقل، فقد أصبح مصاباً بكامله، وفيما يخص الرش الكيماوي فهو ممنوع والأعداء الحيوية التي يفترض على وزارة الزراعة القيام بتأمينها غير موجودة، فقد ذهبت للوحدة الإرشادية أكثر من عشرة مرات ولم أحصل على شيء ، وكل الحقول في قريتي مصابة ولا حول لنا ولا قوة، ولم يعد أمامنا أي سبيل لنوصل صوتنا للمسؤولين علهم يتحركون".
ووصلت المساحة المخططة للزراعة في الحسكة 5500 هكتار والمرخصة 47075 هكتار و المزروعة إلى 52012 هكتار .
رئيس اتحاد الفلاحين: مطلبنا تحديد العتبة الاقتصادية من 2- 5 %
بدوره خضر المحيسن رئيس اتحاد فلاحي الحسكة قال : "إن الحسكة الآن تتعرض لكارثة زراعية هي ديدان اللوز الشوكية بأنواعها المختلفة قضت على نسبة كبيرة من هذا المحصول وألحقت ضرراً كبيراً بالفلاحين " .
وأضاف المحيسن " إن مطالب الاتحاد في هذا المجال هو تحديد العتبة الاقتصادية لمحصول القطن من 2-5 % وذلك لإنصاف الفلاح " .
والمقصود بمفهوم العتبة الاقتصادية هو أن مديرية الزراعة لا تتدخل في معالجة أي آفة إلا بعد وصول الإصابة إلى 10 % ، وهذا ما يشكل ضرراً كبيراً وتأخراً في التدخل .
الزراعة : الإصابات بسيطة والسبب ارتفاع درجات الحرارة
مديرية الزراعة وبتقريرها الأسبوعي الصادر في 23/8/2010 إلى الوزارة ، حددت المساحة المخططة لزراعة محصول القطن بـ 5500 هكتار ، والمساحة المزروعة بـ 52012 ، وحددت حجم الإصابة بديدان اللوز الشوكية والأمريكية مساحة 18000 هكتار نسبة الإصابة أقل من 3% وفي مساحة 9375 هكتار نسبة الإصابة 3-5 % ومساحة 3641 هكتار النسبة 6-8 % ومساحة 1858 النسبة 8-9 % مساحة 277 هكتار ونسبة الإصابة 10% .
وأشار التقرير " إنه تمت المكافحة الكيمائية لمساحة 277 هكتار من هذه المساحة وأن نتاج المكافحة الكيمائية هي 45 % بعد 48 ساعة من عملية الرش " .
وأعاد التقرير الأضرار الحاصلة للقطن لارتفاع درجات الحرارة فوق المعدل 5-7 درجات ، مشيراً " أن نبات القطن بدأ يتساقط ويظهر إسقاط البراعم الزهرية الحديثة العقد ونسب التساقط 5-18 % وذلك تبعاً للزراعة وعمليات الري وتوفر مياه الري " .
نقيب المهندسين: هذه أسباب الفروقات بالتقديرات
المهندس جوزيف عطاالله – نقبب المهندسين الزراعيين في الحسكة قدم شرحاً لواقع المشكلة بالقول " إن النقابة وعبر مهندسيها قد قامت بجولة على المحصول ولاحظت إصابة محصول القطن بديدان اللوز الشوكية والأمريكية بشكل كبير" .
وأضاف " إن الإصابة تجاوزت مرحلة البيضة واليرقة لتصل إلى مرحلة الديدان التي تفتك بالقطن "
ولفت نقيب المهندسين " إن معظم الحقول في المحافظة مصابة ، وقد وصلت الإصابة في بعض الحقول إلى العتبة الاقتصادية وتجاوزت العتبة في بعضها الآخر إلى نسبة 10-13% ، وهذا ما يؤدي إلى ضر كبير قد يصل في بعض الحقول إلى أكثر من 40 % من الإنتاج "
بامية
وتابع المهندس جوزيف قائلاً : " وقد نبهت النقابة ومديرية الزراعة والوحدات الإرشادية الفلاحين بالخطر القادم على المحصول ، وقام الزملاء المهندسين بإطلاق الأعداء الحيوية على المحصول المصاب بالبيوض واليرقات للقضاء عليه عبر طفيليات التريكوغراما والبراغوف " .
وبين نقيب المهندسين الزراعيين " إن العتب على الفلاح يكمن بعدم تنفيذ التعليمات الإرشاد والنصح وخاصة في مجال المكافحة ورش المبيدات وعدم الالتزام بطرق الزراعة والسقاية من ناحية الكثافة العالية للنبات وكثرة عدد الريات التي تخلق بيئة مناسبة لتكاثر الديدان وانتشار الآفات "
وشرح المهندس جوزيف الفروقات الشاسعة بين تقديرات مديرية الزراعة وإحصائياتها وأقوال الفلاحين بالقول : " إن مديرية الزراعة تقوم بالكشف عن حجم الإصابة وليس الضرر غير واضعة في حسابها المساحات التي أصيبت وماتت ، في حين أن الفلاح يقدر الضرر " .
وعلمت سيريانيوز بحسب مصادر من أهالي مدينة رأس العين ان احد الفلاحين قد قام بإعطاء أرضه كتضمين لرعي الماشية كون محصوله خرج من الإنتاج نتيجة الإصابة الكاملة بالدودة مما أدى الى نفوق 80 رأسا من الأغنام، ورجح البعض ان تكون سبب الوفاة هو إصابة المحصول بوباء الدودة الشوكية ، وتم تسوية الموضوع بدون تدخل أي دائرة من الدوائر المختصة.
وعن هذا الموضوع يقول الخبير الزراعي المهندس عمار محمد ان "الحشرة التي تصيب محصول القطن غير سامة وان سبب الوفاة يعود بالغالب الى رش المبيدات الكيميائية التي تحمل مواد سامة قد تقتل الحيوان" .
مهندس زراعي: يشرح الوباء وطرق الوقاية
قطن مصاب
المهندس الزراعي عمار محمد علي المختص في هذا الداء، قدم محاضرة تفصيلية عنها في المركز الثقافي في الحسكة ، فتحدث بأن "دودة اللوز الشوكية هي أخطر الأنواع فلا تدخل فصل سكون تماماً ، ولكن نشاطها ينخفض شتاءً". مشيراً أنه " تبدأ اليرقات بمهاجمة النبات خلال حزيران. وتصل أشدها خلال أيلول وتشرين الأول والثاني. وتبلغ خصوبة الأنثى 240 بيضة. للحشرة 5 – 6 أجيال/ عام. وضررها... يكمن في " تصيب القمم النامية والبراعم الزهرية والثمرية والأزهار والثمار وتتغذى على محتوياتها العصيرية.كما تثقب اليرقات لوز القطن لتتغذى على محتوياتها من بذور وألياف حيث يتميز ثقب الدخول بوضوحه وبوجوده أسفل الجوزة و تبدو إصابة الجيل الأول شديدة الوضوح إذ تهاجم اليرقات قمم النباتات مؤدية إلى اسودادها وذبولها".
وأضاف المهندس إن النوع الآخر هو " دودة اللوز الامريكية ويكمن ضررها في أنها تهاجم اليرقات لوز القطن، فالأطوار اليرقية الأولى تتغذى لفترة قصيرة على الأوراق قبل أن تلجأ لحفر اللوز. وتهاجم اليرقات ثمار البندورة وتتلفها وتصبح غير صالحة للتسويق.كما تهاجم اليرقات الحوامل الذكرية للذرة إضافة لمهاجمة العرانيس (الكيزان) وتتغذى على البذور " .
محصول مرشوش بالمبيدات
ولفت المهندس عمار" إن الإدارة المتكاملة لمحصول القطن تكمن في المراقبة الدائمة وتطبيق الإجراءات الزراعية الصحيحة وحصر المتطفلات والفيروسات المكافحة الحيوية وتطبيق نشر المتطفلات والمفترسات واستخدام الفرمونات الجنسية الجاذبة بالإضافة لترشيد استخدام المبيدات تعقيم بذار القطن وذلك للحفاظ على نظام بيئي زراعي متوازن" .
وعن انتشار الحشرة في محاصيل أخرى غير القطن قال المهندس الزراعي عمار محمد علي المختص في هذا الداء ان هذه الحشرة من الممكن ان تصيب أي محصول من فئات الشوكيات كالبامية .
– سيريانيوز – الحسكة