السبت - 28 آب - 2010 - 11:17:56
قالت صحيفة "الأخبار" انه منذ بدء توقيف المشتبه في تعاملهم مع الاستخبارات الإسرائيلية في شركتي الهاتف الخلوي وهيئة "أوجيرو"، بدأت وزارة الاتصالات والهيئة المنظمة للقطاع ما يشبه المسح الأولي لشبكات الهاتف.
وقد سلّمت الهيئة وزيرَ الاتصالات تقريراً عن الإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية الأولية للقطاع، سواء في الاتصالات الهاتفية المحلية والدولية، أو الإنترنت، أو في المعاملات المصرفية التي تعتمد أنظمة مقفلة أو مفتوحة للاتصالات.
ونقلت الصحيفة عن معنيّين بالقطاع، أن الدولة اللبنانية، خلال أكثر من عشر سنوات، لم تتّخذ أي إجراءات لحماية سرية التخابر في لبنان، وخاصة عند الحديث عن التعديات الإسرائيلية. ففي الجنوب، ومباشرةً على الحدود اللبنانية الفلسطينية، أقامت الاستخبارات الإسرائيلية مراكز للتجسس على الاتصالات اللبنانية.
وهذه المراكز واضحة للعيان، ويمكن مَن يسير على الحدود أن يشاهد الصحون اللاقطة مزروعة في الجانب الفلسطيني من الحدود. وبعض هذه الأجهزة مزروع بعيداً عن مواقع محددة، فيما البعض الآخر يقع داخل مواقع خاصة بالاستخبارات الإسرائيلية. ويقع أبرز هذه المراكز قبالة بلدة الناقورة، وآخر قبالة علما الشعب، إضافةً إلى مركز مهمّ قرب موقع العباد، وصولاً إلى جبل الشيخ.
ونقلت عن مصادر رفيعة في وزارة الاتصالات أن مراكز التجسّس الإسرائيلي، تتمكن في الوقت الحالي من التجسس على جميع الاتصالات الخلوية التي تُجرى في الجنوب.
وهذا الأمر، بحسب المصادر ذاتها، واضح وجليّ، ولا يحتاج إلى كثير عناء من أجل إثباته. إذ بإمكان أيّ مهندس اتصالات أن يجول على الحدود، ليرى التجهيزات الإسرائيلية، فيعرف مباشرةً ما باستطاعة الهوائيات الكبيرة الموجهة إلى داخل الأراضي اللبنانية فعله. فهي الأذن الإسرائيلية التي تسترق السمع إلى ما تشاء من مكالمات الهواتف الخلوية في الجنوب. ومن المعروف عالمياً، بحسب خبراء لبنانيين، أن الإسرائيليين طوّروا قدرتهم على اعتراض الاتصالات الخلوية، هوائياً.
وهذه التقنية باتت متوافرة في العالم، ويمكن تصفّح مواقع الإنترنت التي تعرض للبيع "حقائب" تمكّن حاملها من تسجيل مكالمات عدد محدود من الهواتف الخلوية، وهي الحقائب التي يؤكد مسؤولون أمنيون لبنانيون أنها متوافرة لدى عدد من الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تستخدمها في التنصت الأمني والسياسي، لكن على نطاق ضيق، بسبب محدودية قدرة هذه الحقائب، وضرورة بقائها قرب الهاتف المنويّ استخدامه.
عكس السير