أوقفت شركة الجاز السورية الكويتية أعمالها و مشاريعها في حلب منذ اكثر من عشرة أيام وسط مطالب المستثمرين و التجار بملايين الليرات السورية و توار مدير الشركة " بشار البيانوني " عن الأنظار .
و أغلقت شركة الجاز السوق التجاري في منطقة الليرمون و الذي تم افتتاحه قبل ثلاثة أشهر فقط ، كما أوقفت مشروع بناء مول تجاري في منطقة حلب الجديدة .
و علم عكس السير ان سبب توقف الشركة يعود إلى ضعف السيولة المادية ، في الوقت الذي طالب فيه العشرات من المواطنين والمستثمرين الشركة بأموالهم التي أودعوها للاستثمار .
و قال أحد التجار المشتركين في السوق لعكس السير " ان شركة الجاز ممثلة بالمدعو بشار بيانوني مدير فرع الشركة في حلب قد أخذت منه بضائع بقيمة 400 ألف ليرة سورية و لم ترد له أي شيء من ثمنها ".
و تابع " و عندما ذهبت إلى السوق وجدته مغلقا ، فتوجهت إلى المكتب الكائن في حي الشهباء الجديدة إلا أنها أيضا كانت فارغة ".
و بين التاجر أنه ليس الوحيد الذي تعرض لهذا الموقف و إنما الكثير من المستثمرين و التجار في السوق .
و قال مستثمر آخر (فضل عدم الكشف عن اسمه) " قررت الاستثمار في السوق بعد مشاهدتي لإعلانات الشركة التي انتشرت في كل مكان و بدراسة بسيطة وجدت أن العروض مغرية , حيث يمكنك دفع مبلغ بسيط لشراء السهم و إكمال بقية قيمة السهم بأقساط خفيفة ".
و كانت شركة الجاز السورية الكويتية ملأت الصحف و الجرائد الإعلانية على مدار أشهر بإعلانات تتحدث عن طرحها الآلاف من الأسهم للاكتتاب العام على السوق الكائن في الليرمون بسعر سهم يبلغ 108000 ألف ليرة سورية و بدفعة أولى قيمتها 10800 ليرة سورية فقط ، الأمر الذي أدى إلى تهافت المستثمرين عليها نظرا لتدني سعر السهم الواحد .
و بين المستثمر لعكس السير أن الشركة وعدتهم بتفعيل بطاقات العضوية خلال الشهر الثامن من العام الجاري إلا أنهم لم يوفوا بوعدهم .
و علم عكس السير ان موظفي الشركة عادوا إلى منازلهم دون أن يأخذوا رواتبهم المتراكمة منذ أشهر .
و توقع مقربون من الشركة تعرضها لازمة بسبب ما أسمته الاعتباطية في العمل و عدم وجود دراسة جدوى اقتصادية للمشاريع التي تقوم بها .
و كانت شركة الجاز افتتحت أسواق الجار في منطقة الليرمون في الأول من أيار الماضي ، و بعد أيام أغلقت بعض الأقسام فيه بسبب ما أسمته "ضعف الأرباح " قبل أن يغلق السوق بكامله .
و طرحت الشركة مشروع المول للاستثمار حتى قبل البدء فيها ، حيث أعلنت الشركة بتاريخ 26 ـ 6 ـ 2010 أنها باعت اكثر من 68 صالة من أصل 100 صالة و 18 مطعما من أصل 22 .
و تبين لعكس السير في زيارة قام بها إلى المكان أن مشروع المول توقف قبل أن يبدأ , حيث لا وجود سوى لأرض محفرة .
و تزامن إغلاق السوق مع إغلاق موقع الكتروني يملكه مدير الشركة بشار بيانوني يدعى " يوميات حلب " حيث نشر الموقع على صفحته الأولى أنه سيعاود العمل خلال اليومين المقبلين إلا انه مضى أكثر من عشرة أيام و لم يعاود العمل .
و أجرى عكس السير عشرات الاتصالات بمدير الشركة " بشار بيانوني " و معاونيه و مدير الموقع الالكتروني إلا أننا لم نلق أي رد باستثناء المدير الإداري السابق في السوق الذي أوضح لعكس السير انه استقال من منصبه في الشهر الخامس أي قبل ما جرى .
و عن سبب استقالته ، بين أنها أسباب شخصية يتحفظ على ذكرها .
و علم عكس السير ان مدير الشركة المدعو "بشار بيانوني" متوار عن الأنظار .
يذكر انه و بحسب مصادر مقربة من إدارة الشركة لعكس السير فإن الشركة بحاجة إلى 50 مليون ليرة سورية على الأقل لمعاودة نشاطها .
و يخشى الحلبيون من تكرار مأساتي كلاس و أمينو اللتان بقيتا خالدتين في أذهان الكثيرين من أبناء حلب , وستبقيان .
وسؤال على الهامش .. إن صح ما ظهر في تحقيقنا ( وندعو الله أن لا يصح ) .. فمن الذي أعطى الضوء الأخضر لهذا " البيانوني " بطرح كل هذه الاستثمارات دون تأمينات ودراسات لو كانت كافية لما جرى ما جرى .
وكلمة نتمنى أن تكون الأخيرة .. إعلانات الشركة المغرية والكثيفة دفعت معظم الحلبيين على اختلاف مستوياتهم العلمية والاجتماعية والاقتصادية لرسم أكثر من علامة استفهام حول اسم هذا الرجل القادم من خارج سوريا واستثماراته , ألم تكلف الجهات المسؤولة نفسها برسم ربع إشارة استفهام ؟ !
السبت أغسطس 21, 2010 5:32 am