في البدء...
كنت سجين مدينة خرساء
ومنذ الطوفان،
أنا والسواد نعيش داخل جلد واحد
أنا والاحمرار
توأمان
أنا والبياض
متنا معاً
فأنا الذي غفوت على ورقة الزيتون
وتحت أجنحة الحمامة البيضاء
رقدت
آه...آه
اليوم...
بشرة العواصم لا ترحب بي
و عيون الكون حمراء
في جبهة السماء
ويتهددني
الموت
الهروب
الكارثة
الجرح
تحت شعار الحياة
تغدو قوائمَ
وكل واحدة
من جذوري تغرس ملحمة
منذ الخليقة،
وأنا سجين هذه المدينة
ومن خلال النافذة
أرى ضريح الليل
الشوارع خرساء
وعلى مفترق الطرق
يتجول الساقطون
وبطون المستوحشين
فضفاضة
والحيطان ذات آذان
والكلمات لها رؤوس
والشفاه مطبقة
وليس بوسعها أن ترعى
في الربيع أحضان الشمس
أبتاه...
لو مرة أطلق العنان
لمدينتي ونطقت
فصلب المسيح سيعاد من جديد
وستنطق عيون حبيبتي
الجاريتين من منابع
دجلة والفرات
بلغة أخرى.
إذهبوا وتعالوا،
وقولوا للشراب والتبغ
بأن يدعانني وشأني
فانا سأمتص شفاه الشمس
وأقبل أحضان القمر
على متن الريح
سأتجول
ربما... أعثر على حمامتي
وأعيدها
وأرقد تحت أجنحتها.