أمامه كنا عاجزون و حائرون و الألم لا ينفك أن يجد له في مكان قصي من أوراحنا " غصة " , وكان أن أورثه السقوط شللا .. و أورثنا الشلل عن مساعدته " سقوطا " .
يدعى محمد كشتعاري وهذا فقط ما يملكه الآن , توقف عمره عند الـ 33 عاما ولكنه لم يمت , ويسقى حاضره " المؤلم " حشائش ماضيه الجميل بالـ " اللهب " .
قبل عام ..
الشاب " محمد كشتعاري " ينتمي إلى عائلة فقيرة,.. تزوج و بنى بيته بيده و أنجب أربعة أطفال وكانت سعادتهم معجونة بالتعب و البساطة , ولكنهم " عاشوا " .
كان يعمل " حجارا " , فخانه ما كان بين يديه فسقط على الأرض و أسعف حينها إلى مشفى حكومي و أجريت له عملية جراحية لتركيب صفائح من شأنها تثبيت ما انكسر من فقرات رقبته .
و على أثر ذلك أصيب " كشتعاري " بـ شلل , و خلال وجوده في المشفى أصيب أيضا بإنتان في مكان العمل الجراحي اضطر الأطباء لإزالة الصفائح و الطلب من الأهل إعادته إلى بيته .
و " محمد " لم يكن يعي بعد أنه سيقضي ما تبقى من حياته يحدق في فضاء غرفته الرمادي ..وحيدا
اليوم ..
زوجته , و بيته , و أولاده الأربعة ربما صورهم كانت آخر ما داعبت خياله لحظة السقوط ..و أول ما أو من خسر بعد ذلك .
الزوجة تركته بعد شلله وحرمته أولاده وهذه كانت البداية , حيث انهالت الدعاوى عليه وعلى أشقائه بعد ذلك في وابل يبدو أنه لن ينتهي رغم أنها زجت في السجن شقيقه الوحيد الذي كان يشرف على علاجه .
وتحولت حياة محمد إلى موت أخرس ..
عائلته البسيطة انهكها مصاريف علاجه .. جهلهم أورث محمد تكلسا في جميع مفاصله وفتحة في الظهر و ...
كان طريق الذهاب إلى بيته قصيرا .. و أما طريق العودة فكان طويلا ومعبدا بآلاف الأسئلة .
عكس السير – حلب
ملاحظة : للتواصل مع الأهل
0956727740