تختلف العلاقة مع الألوان، في الموضوع الجنسي، من شخص لآخر، ومن امرأة لأخرى. ذلك أن للون دلالات معينة ترتبط بالبنية النفسية والاجتماعية للأفراد. وليس اللون، هنا، مجرد هوى ثقافي أو معرفي، بقدر ماهو ترددات مباشرة من داخل العالم النفسي للشخص، بحيث يكون لكل لون، بصفة عامة، إشارة محددة ومركزة في اللاشعور. لذلك يمكن أن ترى فتاة تفضل اللانجيري ذي الألوان الفاتحة كالأبيض والزّهري والأزرق الفاتح. ويمكن أن تكون فتاة أخرى مفضلة لألوان اللانجيري الحارة السوداء والحمراء والكحلية وسواها من الألوان الأساسية.
المسألة نفسها تكون في تلقي الرجال للون، ذاك، عند المرأة. فبعض الرجال يحس بالإثارة في ارتداء المرأة للألبسة الداخلية الحارة وأشهرها الأسود والأحمر، والبعض الآخر يفضل الألوان الفاتحة وأشهرها الزهري والأبيض. وإذا التقى المزاجان، النسوي والرجالي، في تذوق اللون وتلقي الإثارة من خلاله، فإن المتعة والتفاهم سيكونان في أفضل أحوالهما. أما إذا تنافر ذوقا التلقي الجنسي في اللون فإن شيئا من عدم الانسجام سوف يسيطر على طبيعة العلاقة الجنسية ومما قد يؤدي لأبعد من عدم الإنسجام كالتباغض والنفور والهجر.
يعكس اللون الغامقُ في الألبسة الداخلية ميلاً عنيفاً إلى حد ما في التكوين النفسي للمرأة. والتكوين نفسه يظَنُّ أنه ينبغي أن يكون عند الرجل الراغب باللانجيري الأسود. فالتحليل النفسي يعتبر حب المرأة للألبسة الداخلية السوداء والحمراء دلالة على ميولها السادية العنيفة والتي يكون من خلالها رغبة المرأة بالممارسة الجنسية الأعنف والتي قد تصل حد الإيلام والتعذيب والقهر. وأقل درجات التمتع عبر تعذيب الشريك تكون في الوضعيات الجنسية التالية: العَض، وهو من حالات تمتّع المرأة السوداء بتعذيب الرجل وإيلامه، ذلك أن المرأة السادية تلك تصل الى درجة من النشوة الجنسية تريد فيها الحلول مكان الرجل نفسه وأخذ المبادرة منه. وهذا النوع من الإثارة يحصل في رغبة التمتع بتخيل الأنا مكان الآخر، فيكون العض العنيف شكلاً من أشكال القهر الجنسي المعكوس الذي تمارسه المرأة السوداء مع الرجل، فتحل محلّه وتستدين من قوته وعنفه، فعوضاً من أن يقهرها الرجل بذكورته وسطيرته وعضوه الجنسي، فهي تستدين هذا القهر عبر التمتع بتوجيه العض إلى جسم الرجل، الأخير الذي يمكن أن يتعود على تلقي اللذة الجنسية والإثارة من خلال تعزيز سادية المرأة السوداء.
الشكل الثاني من حالات ووضعيات التمتع بتعذيب الشريك، هي التأخر المستمر والمتعمد عن تمكينه من أن يعبّر عن دافعه الجنسي، وأقوى وأشهر هذه الحالات تكون في الساديين والساديات اللذين يربطون أيدي وأقدام الشريك في أطراف السرير كي يعجز عن التعبير بأطرافه عن اللمس والتمتع والتحرك فيكون تعذيبه ذاك إمّا مهيّجاً له أو للمرأة أو لهما معاً. وعادة مايتم تعذيب الشريك المربوط من خلال توجيه القبل واللمس والمداعبة إليه دون أن يتمكن من المشاركة أو لمس أي شيء لا من جسمه ولا من جسم المرأة. فيكون هذا التعذيب توتيرا للدافع الجنسي وتضخيمه وصولا حد الإثارة الكاملة.
هذه المظاهر الشهيرة من مظاهر المرأة السوداء التي يفترض التحليل النفسي قوة علاقة مابين حب اللون الغامق للألبسة الداخلية والميل الى تعذيب الشريك للحصول على المتعة، ليست وقفاً بالضرورة على هذا التكوين النفسي المحدد بل يمكن تعميمها إنما بحدود أقل بكثير. وللعلم فإن الرجل الأسود بالمقابل لديه الوضعيات ذاتها للحصول على المتعة عبر إيلام الشريك. فهناك كثير من الرجال الذين يقومون بعَضِّ المرأة الى درجة ترك أثر لا يزول لأيام طويلة وبعض العضات قد تدمي جسد المرأة، والأمر نفسه يحصل في التقبيل واللثم حيث تقوم المرأة السوداء والرجل الأسود بالضغط العنيف على شفتي الشريك أحياناً إلى درجة الإدماء.
المرأة البيضاء (مرتدية اللانجيري الفاتح:الأبيض والزهري الخ..) تختلف عن السوداء كثيرا في أمر الحصول على اللذة الجنسية أو توصيلها للشريك. فهي أميل للحصول على المتعة عبر المداعبة الرقيقة وعدم إيلام الشريك سواء بالعض أو التقبيل العنيف. وعادة تكون المرأة البيضاء مفضلة للإيحاء الجنسي من بعيد والتغزل اللفظي الخفيف، لكن الذي يؤخذ على المرأة البيضاء أنها قد تكون قريبة من البرود الجنسي بسبب ميلها الرومنسي في العشرة والجماع، هذا البرود الذي يتأتى من تفضيل الشريك الأقل شهوة على الشريك الأكثر شهوة، فكثير من النساء البيضاوات (مرتديات اللانجيري الفاتح) يتجهن الى الرجل الألطف والخجول وقليل الرغبة الجنسية، إنما رجل بهذه المواصفات لا يمكن الركون الى ثباتها عنده، فهو قد يتغير بعد الزواج ويصبح متطلباً، مما قد يؤدي الى حصول تعارض مابين توازن المرأة البيضاء وقوة دافع الرجل الجنسي المستجد.
أغلب وضعيات المرأة المثيرة في الصور الثابتة أو المتحركة تكون عبر ارتدائها اللانجيري الغامق بالأسود أو الأحمر، مايشي أن الجنس الأعنف هو الجنس الدارج والمفضل عند المرأة وعند الرجل على حد سواء. لكن يُلاحَظ أن وضعيات المرأة المثْلية في الصور كثيرا ماتأتي باللانجيري الفاتح أو ارتداء الألبسة الداخلية الأكثر براءة وأقل إثارة وعادة لا تكون مصنوعة من الساتان، بل من خيط القطن البسيط غير المعالَج. مايشي بأنه إشارة إلى أن العشق المثْلي النسوي ليس انحرافا أو سلوكاً ساديا. بل هو مجرد تلقي إثارة محرّمة نسوية تتأصل بسبب جاذبية المرأة للمرأة نفسها. إلا أن هذه الحالة لم تخضع بعد للدرس الدقيق بل مجرد استقراء عابر لظاهرة حديثة غير مدركة الأبعاد بالكامل.