اوقاف حلب: "الانهيار حصل في 60 قبر من قبور قديمة منفذة قبل العام 2000
انهار 60 قبرا في المقبرة الإسلامية الحديثة في حلب, حيث وجهت محافظة حلب كتابا للجهات المختصة لإجراء التحقيقات اللازمة بهذا الشأن, فيما قالت مديرية الأوقاف إن القبور المنهارة تعود إلى ما قبل عام 2000.
أظهر تقرير المكتب الفني بأمانة سرّ المحافظة وجود سوء بتنفيذ عدد من مشاريع بناء القبور ومنها مشروع يتم العمل فيه حالياً.
ووجه محافظ حلب علي احمد منصورة كتاباً إلى فرع الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش لإجراء التحقيقات اللازمة بهذا الشأن، وإعفاء جهاز الإشراف بمديرية الأوقاف المكلف بالإشراف على مشروع عقد بناء 5000 قبراً والذي يتم تنفيذه حالياً وتشكيل جهاز إشراف جديد.
وطلب المحافظ من مديرية الأوقاف التأكيد على متعهد مشروع عقد بناء 2500 قبر لعام 2000 - 2001 بمعالجة القبور المنهارة والمتصدعة وإعادة صيانتها وإغلاقها وفق الشروط الفنية اللازمة حرصاً على ( حرمة الموتى ) وفي حال عدم التزامه وامتناعه عن تنفيذ الإصلاحات اللازمة تقوم مديرية الأوقاف بذلك على حساب المتعهد ومطالبته بالعطل والضرر الناجم عن عدم الالتزام بالشروط الفنية والعقدية المحددة.
بالمقابل, قال مدير أوقاف حلب محمود أبو الهدى الحسيني إن "الانهيار حصل في 60 قبراً من قبور قديمة منفذة قبل العام 2000 وعندما يتم تسليم القبور تنتهي المسؤولية، بالنسبة لجهاز الإشراف، ومع ذلك نحن معنيين بواقع المقبرة الإسلامية الحديثة بكل جزئياتها".
وفيما يخص محاسبة متعهد القبور التي انهارت, قال الحسيني "نستطيع متابعة المتعهد القديم للقبور قبل عام 2000 وقد أرسلنا كتاب استدعاء متعهد القبور القديمة (التي تهدمت فوق أصحابها نتيجة تكسير الطبقات أو تخفيس البلوك ) حتى نقوم بتغريمه".
وعن سلامة القبور الحديثة خوفاً من ملاقاة مصير القبور القديمة, قال مدير الأوقاف "هناك 5000 قبر تنفذ حالياً، وقد أجرينا دراسات على مقاومة القبور وكانت النتائج التحليلية المخبرية جيدة وسلمنا الف قبر منها بسرعة لمكتب دفن الموتى لأنه هناك أزمة بعدد القبور الموجودة".
بدوره, أرجع رئيس شعبة الإشراف بمديرية الأوقاف محمد دقماق انهيار القبور إلى "قيام العائلات بعد الدفن بصب البيتون على مساحة تتجاوز مساحة القبر المحددة فنياً وتتعداها إلى ما حوله، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التربة بين القبور هي تربة حمراء وهذه التربة (تخفس) نتيجة الإمطار، وليس من اختصاصنا دراسة ما فوق القبر من بناء".
وتابع "حددنا في دراساتنا أن تكون هناك طبقة بيتونية و رشّة من التراب تبلغ سماكتها 30 سنتمتر- وللأسف أن هناك عائلات تبني طبقتين أو ثلاثة من الحجر فوق القبر بشكل يبدو كالقصر بالإضافة إلى صبّات بيتونية عشوائية وغير مدروسة، بحيث تضغط الحمولة الإنشائية لهذه الطبقات على التربة الحمراء، ومع مرور الزمن يصبح هناك انقلاب لهذه الطبقات باتجاه التربة الحمراء وهذا ما لاحظناه في أغلب القبور التي انهارت مؤخراً ".
وحذر دقماق من انه إذا "استمر العمل في المقابر على ما هو عليه فإن كثير من القبور مهددة بالانهيار".