الجمعة, 27 أغسطس 2010
نيويورك، اوتاوا – رويترز، أ ف ب - شكلت جماعات مسلمة ويهودية ومسيحية واخرى مدنية ائتلافاً لدعم مشروع بناء مسجد قرب موقع اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك، والذي يثير جدلاً عاماً كبيراً. واعلن الائتلاف الذي يحمل اسم «جيران نيويورك من أجل القيم الاميركية» ويضم اكثر من 40 جمعية دينية ومدنية ان الجدل حول المشروع ينشر الخوف والتفرقة، متعهداً النضال لحماية الحريات التي يكفلها الدستور الاميركي.
وقالت دونا اوكونور، الناطقة باسم جمعية «عائلات 11 ايلول من أجل غد سلمي» والتي قتلت ابنتها الحامل خلال الهجوم على مركز التجارة العالمي: «لم يهاجمنا العالم الاسلامي في 11 ايلول، ونؤيد مشروع المسجد بالكامل».
وبعدما زاد الجدل قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي يسعى الجمهوريون فيها لاستعادة السيطرة على الكونغرس من الديموقراطيين، ربط سائقو سيارات الاجرة المسلمون في نيويورك بين هذا الجدل وبين اعتداء استهدف زميلهم البنغالي الاصل أحمد شريف (43 سنة) على يد راكب استخدم سكيناً لاصابته بجروح في الرقبة والوجه والكتفين. واعلنت الشرطة أنها تحقق في الهجوم باعتباره «جريمة سببها الكراهية»، مشيرة الى اعتقال المعتدي، وهو شاب في الـ 21 من العمر يواجه تهم الشروع في القتل والاعتداء الجسدي، علماً ان معلومات افادت بأنه كان ثملاً حين هاجم سائق السيارة.
وأكد بهيراوي ديساي، المدير التنفيذي لنقابة سائقي سيارات الاجرة في نيويورك، ان الجدل حول المسجد يعرض المسلمين في نيويورك لاعتداءات، علماً ان النقابة تقدر نسبة المسلمين بين سائقي سيارات الاجرة في المدينة بـ50 في المئة.
وقال مايكل بلومبرغ عمدة نيويورك بعد لقائه شريف في مقر بلدية المدينة: «يتعارض الهجوم مع كل ما يؤمن به أهل نيويورك، حيث لا مكان للتمييز العرقي او الديني»، علماً انه يؤيد على غرار الرئيس الاميركي باراك اوباما حق المسلمين في بناء المركز قرب موقع 11 ايلول، في حين يعارضه جمهوريون كثيرون بينهم سارة بيلين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس، وحوالى 60 في المئة من الاميركيين بحسب استطلاعات الرأي. واتخذ معارضون اجراءً قانونياً في محاولة لإلغاء حكم سيسمح ببدء البناء، فيما تعهد بعض العمال عدم العمل في الموقع.
وحذر مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية من ان الخطاب التوتيري المرتبط بالجدل حول المركز يخلق اجواء خطرة. وقال مديره التنفيذي نهاد عوض: «رأينا مع الأسف كيف يدفع تشويه السمعة المتعمد للإسلام بعض الافراد الى ارتكاب اعمال عنف ضد ابرياء»، مضيفاً ان «خطاب الكراهية يؤدي الى جرائم كراهية». وفي كندا، اوقفت الشرطة شخصين في اوتاوا للاشتباه في تورطهما باعمال ارهابية، علماً ان السلطات كانت اتهمت افراد مجموعة اعتقلتهم عام 2006 بالتخطيط لمهاجمة بورصة تورونتو ومحطة نووية وقاعدة عسكرية. واوضح التلفزيون الكندي ان كشف المؤامرة الاخيرة جرى خلال مرحلة الاعداد.