انهار قسم من بيت قديم في حارة العرقسوسي بحي العقيبة قرب مقبرة الدحداح الواقعة في شارع بغداد في وسط دمشق دون أن يسفر ذلك عن وقوع أي إصابة .
وعلم عكس السير من سكان المنزل أن الحادث وقع عند الساعة الرابعة فجراً عندما انهار قسم من البيت المبني من اللبن الطيني والخشب القديم والذي بدا تعرضه للتسوس بشكل كبير بحيث أصبح هشاً و ذكر لنا محمد الحمصي أحد السكان المستأجرين للمنزل " البيت منزل عربي قديم عمره حوالي 200 سنة ومعمر من اللبن والخشب والحادث حصل بشكل مفاجئ حيث سقط المطبخ وغرفة فوقه عند حوالي الساعة الرابعة ولكن لله الحمد لم يصب أحد بأذى لأن المكان المنهار لم يكن به أحد " .
ولدى سؤاله عن طلبهم من الجهات المعنية قال " نطلب منهم أن ينظموا المنطقة لتحويلها لأبنية حديثة فهذه المنطقة ليست أثرية ولا تنتمي لمدينة دمشق القديمة فهي خارج السور " وأضاف " حسب علمي أن الأمر قيد الدراسة ولكن هذه الدراسة تأخرت كثيراً ، ولاحظ أن البيوت كلها متهالكة وقابلة للسقوط في أي لحظة " .
من جهته قال أحمد الحلبي أحد جيران البيت المنهار " عند صلاة الفجر سمعنا صوتاً شديداً لنكتشف بعدها أنه ناتج عن انهيار منزل جارنا ، وقد قام الشباب بإزالة الكثير من الركام بعد أن كان لعلو 3 أمتار " .
وأيد الحلبي كلام جاره عن ضرورة الإسراع بتنظيم المنطقة لتفادي حصول حوادث انهيار أخرى .
من جانبه أوضح خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم بتصريح لعكس السير في اتصال هاتفي " تعود أسباب انهيار المنزل وعمره مئات الأعوام لضعف وحتى غياب أعمال الصيانة والترميم والمفترض أن تتم كل (10-15 ) سنة أو تجري بمجرد ظهور علامات التضرر بمظهر المبنى ، في حين كان هذا المنزل يعاني تسرب المياه وتصدع بعض الجدران ورفض مالكه صيانته رغم تحذيرات الجوار وهذا خطأ والمفترض بمحافظة دمشق إلزام أصحاب المباني بترميمها بأيسر وأفضل السبل ".
وأضاف الكسم " هناك شكاوي مريرة عن إهمال منازل عربية بحي العرقسوسي وسواه بحالة خطرة بلا ترميم ! ما يوجب دعم السكان بقروض ميسرة ومعفاة من الفوائد ولمهل 20 عاماً " والتسديد تقسيطاً " لحماية أقدم عاصمة مأهولة في العالم " .
وعن أهمية استخلاص الدروس والعبر قال الكسم " قبل سقوط هذا المنزل بأيام تسبب الإهمال بسقوط الطفلة شهد في بئر مكشوف وسط حي سكني بدمشق ، وقبله قتل رجل وزوجته بتحويلة طرقية أقامتها ورشة هندسة النقل والمرور بمحافظة دمشق ( بلا شاخصات مسبقة وبلا منارات ضوئية تحذيرية ) بعقدة دمشق الشمالية حرستا ، وقبله مقتل طفل صعقاً بأعمدة إنارة الحدائق وعشرات الحالات المشابهة والأخطار المميتة ".
وطرح الكسم سؤالاً هاماً مفاده " متى تحدث ( وزارة الإدارة المحلية ) في كل محافظة مكتباً ذو رقم ثلاثي موحد لطوارئ السلامة يداوم فيه مهندسون مرتبطون إدارياً بالسيد المحافظ شخصياً، وعملهم الدؤوب تسجيل الشكوى صوتياً ومن ثم الكشف عليها وتصويرها ومتابعة ورصد جميع حالات الخطر الذي يبلغ بها المواطنون؟ والهدف الأساسي لمكتب طوارئ السلامة أن يكون عيناً أمينة وصادقة للسيد المحافظ ما يضمن متابعة حالات الإهمال المسبب للخطر مع جميع الدوائر والمديريات المختصة ( بلديات – ماء – كهرباء – صرف صحي شرطة – هندسة الطرق والنقل في المرور ...إلخ ).
وأردف الكسم " ومع استمرار كوارث الموت والإهمال بشكل أسبوعي نحن نطالب بإحداث مكتب طوارئ السلامة العامة مع رقم هاتفي مختصر وموحد بجميع المحافظات فقد حان الوقت لعلاج هذه الحالات والأخطار المهلكة التي تهدد أرواح المواطنين، وأن يكون ذلك ( بشكل فوري وجدي ومبكر ) وليس بعد حصول كوارث مميتة " .
محمد إسماعيل – عكس السير – دمشق
الثلاثاء أغسطس 10, 2010 1:08 pm
