لا أريد لجراحي أن تتحول لخناجر تؤدي الناس ولا أريد لدمائي التي تنزف أن تتحول لإعصار يجرفهم وهم أبرياء ذنبهم الوحيد هو أنهم ناس طيبون يحبون الخير لكل الناس ، يضحون في سبيل الآخرين ، أنا كنت مثلهم ولكن ظلم وغدر وقسوة الذين عاشرتهم وعشت معهم سببوا لي جراحا لا تندمل، كان من الممكن أن تحول قلبي لحجر ولنار مشتعلة لا تنطفئ تحرق كل من حولها، ولكن مهما فعلوا بي ومهما عذبوني لن أكون مثلهم ، لن أكون كما يريدون بل سأكون كما يريد الله عز وجل وكما خلقني، لقد اعتدت على الظلم والقسوة والعذاب واعتدت على نار الوحدة التي تحرقني ليل نهار، فجراحي هي التي تداويني و آلامي و آهاتي هي التي تضمني وأحزاني هي التي تِنسني ، فقلبي أصبح يبتسم من شدة الأحزان ويبكي إن فرح يوما لأنها فرحة لا تدوم ولكن الحمد لله من كل قلبي على ما أنا فيه، لقد استفدت كثيرا من كل هذه المآسي وأصبحت أتعامل معها بشكل إيجابي لأنها مستمرة حتى نهاية المشوار، لا أكتب هذه الأشياء بتذمر وأسى بل أكتبها وأنا في راحة واطمئنان لأن هذا هو قدري ولا يمكنني تغييره ، ولكن قلبي سيظل كما هو يحب الخير لكل الناس ولا يحقد أو يكره أحد حتى من ظلموني سأطلب من الله أن يجعلني أسامحهم وأعفو عنهم فأنا محتاجة لعفو الله ومغفرته، بل كلنا محتاجون إليه فهو الغني ونحن الفقراء، وفي الأخير أقول لمن ليس راضيا بوضعه وقدره إذا تذمرت وحزنت ويئست هل ستغير قدرك وإذا سعدت وفرحت هل ستغير قدرك لا وألف لا، لذا من الأفضل أن تبتسم ولا تدع ابتسامتك تفارقك مهما تكن أحزانك ومآسيك ابتسم ، فالعالم كله لن يهتم إن بكيت أو ابتسمت، ولن يتوقف لأنك حزين أو لأنك سعيد، فكن سعيدا لا حزينا وابتسم ولا تجعل مآسيك تسيطر عليك ولا تجعلها أداة أو سببا لأذية الناس بل اجعلها سببا لحب الناس ومساعدتهم، ولا تفارق ابتسامتك رغم كل شيء. ابتسم ثم ابتسم.