المكان: بيت السيد زهير عكاوي الطابق الأخير
الوقت تمام الساعة الثالثة صباحاً من يوم السبت شهر تموز دخان السيجار المحترق ببطء يملئ المكان , الإضاءة خفيفة وصوت التلفاز منخفض . فتح الباب زهير لضيفه فكرت كانت كلاماتهم مقتضبة
أهلا تفضل حين جلسا مد يده سريعاً وأعطاه سيناريو جديد كتب عليه الحور العين
قال خذ هذا واعتمده ولك حرية التصرف بالأمور الفنية وسنعطيك ما تريد من التقنيات , تصفح فكرت السيناريو ووضعه في حقيبته ثم نهض وسلم وخرج من المنزل دون أي
استفسار.
شرب زهير ما تبقى في كأسه من وسكي فاخر وحمل نسخة أخرى من السيناريو ثم أحرقها كلها كانت تلك هي النسخة الأصلية عنونت بالحور العين
في الساعة السادسة صباحاً كانت الطيارة تشق عنان السماء متوجه إلى بلجيكا , اقتربت المضيفة وأعطته ظرفاً فتحه سريعاً كان جوازاً للسفر, قّلبه كان اسمه الجديد سهيل ماضي لم يكن يعرف اسمه الحقيقي أي أحد.
المكان: العراق مدينة الموصل الوقت تمام الساعة السادسة صباحاً من يوم الأربعاء شهر حزيران
كانت سيارة الشحن تعاني من سوء الطريق والتوقف المتكرر كل منطقة يوجد فيها ما يسمى بالسيطرة تتوقف السيارة ,يطلب الشرطة الأوراق المطلوبة يفتشون السيارة ثم تمضي بعد أن يعطيهم ما طلبوه من النقود ,
-عمي حسين والله هذه ليست حياة يأخذون إتاوة وهم شرطة بل وحملنا كله دبشي
- يا ذنون هذه ضريبة الاحتلال ندفعها مرات ومرات بل ومضاعفة يا ولدي البلد إذا غاب القانون ضاع حتى لو كان الناس كلهم شيوخ دين.
ومضت السيارة تضم حديثاً حزيناً بينهما
قبيل نقطة التفتيش الجديدة رأى العم حسين جنود أمريكان مع الشرطة استغرب قال : عجيب هذه نقطة غريبة هم لا يأتون إلى هنا , توقفت سيارة الشحن وكان أمامها سيارتان , نظر إليه ذي النون وتفصد عرقاً
عمي حسين أنا سوف أذهب لقضاء حاجة وأراك بعد نقطة التفتيش
لكن لا تتأخر قال العم حسين
نزل ذي النون سريعاً نظر يميناً شمالاً لم يكن يرى هضبة تواريه ثم ركض إلى واحدة بعيدة نسبياً
اقتربت سيارة الشحن من النقطة كانت عينا الجندي الأمريكي تنظر في عيني السائق بشكل مريع
ثم أشار إليها كي تخرج عن الصف وتصطف خارج الطريق ثم نظر لصديقه كان جندياً بريطانياً ثم غمز بعينه
ماذا تحمل تحت هذه الحملة اعترف قل هيا انزل تعال ثم هجم عليه الجندي وأنزله من السيارة وقاده بعيداً
وقد أمسك لحيته الطويلة
صاح الرجل يا سيد أنا رجل مسن أترزق من خلال نقل البضائع لا دخل لي بأحد أحلف لك
ثم جره وقال له الجندي بعد أن أخذه خلف النقطة التفتيش هيا انبطح أرضا... بطنك على الأرض
إياك أن تتفوه بحرف.
- ذي النون كان قد قضى حاجته ثم عاد يركض ليصعد السيارة بعد أن شاهدها لكنه توقف حين رأى جنود الاحتلال يحيطون بها
ثم انخفض الجندي البريطاني وفحص السيارة من الأسفل ونادى زميله قال أعطني إياها
ثم الصق تحت سيارة البطيخ شيئا وتأكد من التصاقه ثم وقف ونادى صديقه
- انهض نادى الجندي السائق هيا إلى سيارتك ثم ضربه بأخمص البندقية
هذه المرة قد نجوت أسرع ولا تتوقف أبدا قبل وسط المدينة ثم أطلق الرصاص عند قدمي العم حسين
فصعد سريعاً لم يعرف كيف أدار المفتاح وأصوات الكلاب من حوله تنهره وتطلق الرصاص
ثم ضغط على البنزين فكانت السيارة تأكل الطريق
ذي النون كانت المشهد قد شله لم يكن يقدر أن يفعل شيئاً نظر جانباً فشاهد سيارة لنقل الركاب صعد إليها سريعاً وقال أرجوك أسرع الحق بسارة الشحن ... لماذا قال السائق ما الأمر
أرجوك بسرعة أعاد ذي النون لقد وضعوا أسفل سيارته قنبلة سيفجرونها ,أرجوك بسرعة العم حسين درويش جداً.
نهره السائق وقال أنا لا دخل لي بهذه الأمور هيا انزل. توسل ذي النون أرجوك سيموت هيا أخرج من السيارة وألا أسلمك للأمريكان فما كان من ذي النون أن نزل يبحث عن سيارة أخرى صعد سيارة لكنه هذه المرة لم يخبره بشيء قال له أرجوك أسرع أمي في المستشفى ثم أعطاه مزيدا من النقود...
بالكاد وقبل المدينة شاه سيارة الشحن وهي تأخذ الطريق المؤدي لوسط المدينة
أرجوك أسرع
في هذه اللحظات كان الجندي الأمريكي يعيد الاتصال بنقطة تفتيش المدينة هل وصلت السيارة
هي سيارة شحن لونها أبيض ذات الرقم 8795 / نينوى وتحمل حملاً كبيراً من البطيخ يقودها رجل مسن بلحية طويلة ... حسناً رد زميله سنتولى أمرها
خفت سرعة سيارة الشحن كان العمل حسين يمسح عرقه من هول ما تعرض له كان يردد طوال الطريق
لعنكم الله لعنكم الله ثم دخل سوق الخضار المكتظ بالناس بعد ان لم تتعرض له سيطرة السوق التي تقع في أول السوق ..
نزل ذي النون سريعاً شاهد شرطياً عراقياً أسرع إليه أرجوك أرجوك لقد فخخوا سيارة العم حسين
وضعوا فيها قنبلة تفجر عن بعد أرجوك ابعد الناس ... التمعت عين الشرطي وضرب الفتى سريعا على رأسه حتى أغمي عليه وقام ووضعه في سيارة الجيب التي قادته للمركز.
حين وقفت سيارة الشحن في وسط السوق تماماً بين مئات الناس كان الضابط: كارل ينظر بمنظاره ثم قال فجر هذا الوغد ضغط زميله على الزر
وانفجرت السيارة واشتعل وسط السوق وتطايرت الأشلاء واختلطت الدماء
ضحك الجندي فرحاً واتصل بصديقه قال تمت العملية بنجاح أحسنت هذا لأمريكا
في المركز بالكاد كان ذي النون يستيقظ كان يسمع قنوات الأخبار من تلفاز المركز تذيع خبر التفجير تقول إرهابي يفجر نفسه وسط سوقه يقتل أكثر من 70 عراقياً و200 جريح
وبكى ذي النون وصرخ العم حسين لا لا عاد الشرطي يضربه ضرباً مبرحاً حتى انهال جثة هامدة لا حراك بها
عادت الأخبار والحوارات تتكلم عن سوء عمليات المقاومة وتفجيرها المدنين وضرورة مكافحة الإرهاب
ثم أنهت قناة العربية الأخبار وظهرت دعاية للانتخابات الحرة في العراق وقد كتب تحتها شعار
مستقبل العراق بيدك