أفضل أن أحس بألم الغربة في بلاد بعيدة على أن أحس به في بلادي وفي بيتي ووسط أهلي، إن الإحساس بالوحدة في بلاد الغربة أهون بكثير من الإحساس بها في بلادك التي تنكر لك أهلها ووسط أسرتك التي تحس بأنك دخيل بين أفرادها تتعرض للظلم ولا تجد من ينصرك أو من يدافع عنك لذلك تفضل أن تكون في بلاد غير هذه البلاد وبين أهل ربما إن احتجت إليهم يوما سيقفون بجانبك غير أهلك الذين تربيت وترعرعت بينهم ولم تجد لك مكان بينهم أو رحمة في قلوبهم أو الحنان الذي يحتاجه أي إنسان الحنان الأسري الذي نفتقده فنضطر للبحث عنه بأي طريقة ودون أن نشعر نتمسك بأي أحد يمنحنا الحنان الذي من المفروض أن نجده بين أحضان آبائنا وأمهاتنا وأن نلمسه في تعامل أهلنا معنا. لقد أصبحنا ضائعين مشردين ومشتتين ذهنيا، أصبحنا بلا أحاسيس بلا مشاعر، لماذا ولدني أبي إن لم يحميني ويدافع عني إن لم يجعلني أحس بوجوده وبمعنى كلمة أب، أريد أن أحس بهيبته أريد أن أحس برجولته وبأنه أب حقيقي. بالله عليكم بمن يفتخر الأبناء خاصة الفتاة بأمها التي تغمرها بالحب والحنان وبأبيها الذي تعتبره مثلها الأعلى وهو حي لكي يحميها ولكي يدافع عنها هو الشجرة التي تظللها من حر الشمس هو الذي يرفع رأسها وتحمل لقبه. ويا وياويلتاه إن كان هذا الأب موجود بالاسم فقط،وياويلتاه حين نجد كل شيء ضدنا فبمن نحتمي ولمن نشكي همومنا وأحزاننا من يمد لنا يد المساعدة من يمسح دموعنا لا أحد، لقد أصبحنا نعيش حياة مليئة بالخوف والخطر, وكأننا نعيش في غابة شعارها العيش لأقوى. فما هذا الزمن القاسي الذي لا يرحم ولا يتعاطف أبدا معنا و كأنه هو الآخر أصبح عدونا لنا. ألاننا نطلب المستحيل، نحن فقط نبحث عن كلمة أصبحت مفقودة فيه وهي السعادة، لماذا أحلامنا أحلام جد بسيطة وعادية ولكنها عنا بعيدة بحيث لا يمكننا لمسها أو حتى رأيتها لا عن بعد ولا عن قرب. إن كلما نتمناه ونريده هو أسرة متكاملة متحدة يسودها الحب والحنان وأم تحس بنا وأب يتحمل مسؤوليتنا وإخوة يساندوننا. بالله عليكم هل هذه الأشياء مستحيلة بالنسبة لنا؟ أم لا نستحقها؟
وخلاصة القول هي أن حياتنا قد تجاوزت أحمر بالخط العريض
إيمي الصغيرة