وضع اليوم 18 يونيو/حزيران حجر الأساس لنصب تذكاري في مدينة بولغار،العاصمة القديمة لبولغار الفولغا في روسيا، احتفالاً بمرور الذكرى الـ 1088 لاعتناق الاسلام في هذا الاقليم الذي اصبح فيما بعد جزءاً من روسيا.
وقد وضع هذا النصب على الضفة الغربية المرتفعة لنهر الفولغا حيث تقع العاصمة، واحتشد 15,000 شخص للمشاركة في هذه الاحتفالية على الرغم من سوء الاحوال الجوية وهطول الامطار، وقد جاؤوا من تتارستان ومحافظات وجمهوريات روسيا، وشخصيات بارزة من تركيا وبلغاريا والمجر واوكرانيا واسرائيل.
وشارك في هذا الاحتفال رجال دين مسلمين وعلماء ومؤرخين قدموا من كافة ارجاء روسيا.
كما صدحت تلاوات سور من الذكر الحكيم باصوات فائزين بمسابقات دولية لتجويد وتلاوة القرآن الكريم.
وقال رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف الذي افتتح الفعالية ان "هذا المكان مقدس بالنسبة لنا. لقد اعتنق اجدادنا الاسلام"، واضاف "نحن اليوم نحيي ذكرى حدث تاريخي عظيم. قبل 21 عاماً اعدنا احياء الاحتفال بهذه المناسبة، ويلتقي في بولغار سنوياً مئات الحجاج، وبوضعنا اليوم الحجر الاول لنصب يذكرنا باعتناق الاسلام، انما نقوم بعمل مقدس".
من جانبه قال رئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا طلعت تاج الدين "نحن ممتنون للشعب في بلغار حوض الفولغا الذين حافظوا على لغة وثقافة وروح الشعب التتري".
اما رئيس مجلس مفتي روسيا راوي عين الدين فدعا الى السلام والتوافق، وقال "ان البلاد تصبح اقوى عندما تعيش الشعوب بوئام".
واضاف "اننا بصدد حدث مهم، سوف يتم تشييد نصب تذكاري احتفاءاً باعتناق الاسلام في حوض الفولغا"، هذا ونقشت عبارة باللغتين الروسية والتترية.
وقال رئيس اللجنة السياسية في صندوق "اعادة الاحياء"، الرئيس السابق لتتارستان، منتيمير شايمييف، انه "في هذا المكان سوف يتم بناء مسجد".
وتبعد مدينة بلغار 120 كم عن مدينة قازان، عاصمة تتارستان، وتشغل مساحة 509 هكتارات.
تحتفظ المدينة بمعالم اسلامية اثرية تعود للقرون الوسطى، منها مسجد وضريحين شرقي وشمالي، ومقبرة لحكام المدينة وحمام قديم كان مخصصاً لهم، وغيرها من المعالم التاريخية المميزة.
وتوجد في الوقت الحالي اصلاحات وترميمات لبعض هذه الاماكن، بمبادرة من الصندوق، كما شرعت السلطات المسؤولة ببناء مرفأ نهري على الفولغا، ومخيم خاص للسياح يتسع لـ 200 شخص.
هذا وافتتح اليوم في مدينة بلغار منتدى دولي حيث سيبحث مؤرخون وعلماء مشاركون في جذور حضارة هذه المنطقة، وترميم المواقع والتماثيل التاريخية.