السبت - 31 تموز - 2010 - 13:50:17
يشهد معرض فرانكفورت الدولي للسيارات الذي يقام كل سنتين تسابقا بين الشركات على انتاج السيارة الاكثر نظافة ومحافظة على البيئة في السنوات المقبلة بينما بدأت التقنيات الجديدة الانظف تلقى قبول المستهلك.
ويتزامن معرض السيارات الاكبر في العالم في فرانكفورت بين 17 و27 ايلول الحالي مع احتدام النقاش حول ارتفاع درجة حرارة الارض غير المسبوق وضرورة تكاتف الجهود للحفاظ على بيئة المستقبل وانقاذ العالم من كارثة محتمة اذا استمرت الانبعاثات الحرارية على حالها.
ومن المقرر ايضا عقد اتفاقية جديدة بعد 99 يوما في كوبنهاغن لوضع بروتوكول جديد يخلف كيوتو.
وفي المانيا المقبلة على انتخابات تشريعية بعد ايام اعلنت الحكومة عن مليون سيارة كهربائية ستتوافر على طرقات المانيا بحلول 2020. كما المحت الى انها تدرس برنامج مساعدات للتحفيز على شراء السيارة الكهربائية.
كما اشارت برلين التي تواجه ضغوطا من المفوضية الاوروبية لانتاج سيارات اقل تلويثا للبيئة إلى انها ستمنح مبلغ 500 مليون يورو في ميزانيتها لدعم برامج احلال السيارات الخضراء في المانيا اقدم بلد مصنع للسيارات وخصوصا الكبيرة ذات العدد الاكبر من الاسطوانات والتي تستهلك كميات اكبر من الوقود.
وامام معرض فرانكفورت وفي بلد ينشط فيه الخضر بكثافة للدفاع عن البيئة وقف ناشطون من منظمة "غرينبيس" (السلام الاخضر) يطالبون بالسيارة النظيفة وينددون بالسيارات الالمانية الضخمة مثل "مرسيدس" التي وضعوا نماذج منها كتبوا مكان لوحة ارقامها عبارة "قاتلة البيئة".
ويعتمد كثير من شركات السيارات التكنولوجيا التي باتت تعرف بالهجينة او "الهايبرد" والتي تعمل بمحركين احدهما كهربائي تماما والثاني بديل يعمل بالديزل او البنزين المطور ليبعث اقل كمية ممكنة من غاز الكربون في الهواء ما يمكن السيارة من قطع مسافات اطول.
وتتسابق شركات كثيرة فيما بينها على تنمية القدرات الحركية للسيارة الكهربائية لتصبح قادرة على قطع اطول مسافة ممكنة على الكهرباء.
كما تعمل الشركات على تطوير تقنية توليد الكهرباء من مصادر مختلفة وايضا على تطوير تقنية البطاريات المزودة بالكهرباء والتي يعتمد معظمها راهنا الليثيوم غير الملوث.
وفي معرض فرانكفورت تصدرت شركة رينو الفرنسية السباق الى السيارة الخضراء وقدمت في المعرض اربعة نماذج تجريبية لسيارة المستقبل التي لن تسيطر تماما على الاسواق الا اعتبارا من 2030 حيث ستولد اجيال جديدة مطورة منها.
وتعطي هذه النماذج لزوار المعرض لمحة عن تشكيلة "رينو" المقرر اطلاقها اعتبارا من 2011 في نسختها "تويزي" النسخة المطورة باربع عجلات من الدراجات النارية وتتسع لمقعدين او "كانغو" النسخة المطورة والكهربائية من سيارة "كانغورو" اضافة لنموذجي "زيوي" و"فليانس".
ويريد تحالف "رينو-نيسان" عموما أن يصبح الجهة الرائدة في العالم في بيع السيارات التي لا تقوم بإصدار اي انبعاثات كربونية ويعرضها في السوق بسعر مناسب يظل في الوقت الراهن اغلى من سعر السيارة العادية.
وتستثمر رينو في هذا المجال مع شريكتها نيسان مبلغ 4 ملايين يورو في الابحاث والانتاج.
اما الفرنسية الاولى في العالم "بيجو" فقدمت في فرانكفورت نموذجين كهربائيين "ايون" المتوقعة لنهاية العام المقبل و"بي بي1" المخصصة للمدن وهي يمكن ان تسير ما بين 80 الى 130 كلم في شحنة البطارية الواحدة وقد تم تطوير هذه السيارة مع شركة ميتسوبيشي اليابانية.
وتوافقا مع شعار السيارة ذات الدرجة صفر من الانبعاثات الغازية قدمت شركات أخرى نماذج تعتمد البطارية فشركة "مرسيدس" ستدخل نظام الكهرباء على سيارتها الصغيرة "سمارت" اعتبارا من العام 2010.
كما قدمت الشركة نموذجا اوليا من سيارة قيد البحث ولن تشهد النور قبل العام 2015 وهي نظيفة تماما لكنها تعتمد تقنية خلايا الوقود التي تنتج الطاقة الكهربائية من الهيدروجين ولا تخلف عوادم سوى الماء وتمتاز هذه السيارة بتوليدها الطاقة على متن السيارة خلال سيرها.
واعلنت مرسيدس خلال المعرض عن تطويرها لسيارة رياضية تعمل باربع محركات كهربائية يركن كل منها خلف احد الدواليب لكن الشركة لا تدلي بتفاصيل اكثر عن هذه السيارة التي تحاط بسرية تامة.
ومثل مرسيدس فان الشركة الالمانية الاخرى "فولكسفاغن" تطور سيارتها "غولف توين درايف" لتصبح كهربائية تماما وقادرة على قطع مسافة 200 كلم داخل المدن. اما في معرض فرانكفورت فقدمت "فولكسفاغن" صغيرتها "آب" التي اجتذبت نحوها الاضواء وستطلق في الاسواق خلال العام 2013.
كما تعمل شركة "فورد" على تطوير سيارة بامكانها قطع مسافة 120 كلم في شحنة البطارية الواحدة وهي طرحت سيارات قيد التجربة في الاسواق من طراز "فورد فوكيس" التي عرضت في فرانكفورت.
واذا كانت مسألة القيادة النظيفة في المستقبل تتصدر اهتمامات معرض فرانكفورت يتعين على قادة السيارات والحريصين على عدم الاساءة للبيئة الانتظار قليلا قبل ان يتمكنوا من شراء هذه السيارات من صالات العرض.