خرج الرجل حاجا إلى بيت الله الحرام، ذكر الله كثيرا و تضرع إليه متمنيا من الله أن يتقبل منه قيامه و حجه.. انقضت الفريضة و رجع الرجل منزله..وكان كل ليلة يسأل الله هل تقبل منه حجه؟ ..كل يوم ... في أحد الأيام وهو نائم حلم بصوت يكلمه و يقول يا فلان إن كل من حج هذه السنة تقبل منه إلا فلان. فرح الرجل كثيرا و لكن أراد أن يعرف لماذا لم يتقبل من ذلك السيد دون سواه.
فأجمع رحله و رجع إلى البلاد التي فيها ذلك الرجل و بدأ يبحث عنه حتى دلوه على قرية بخراسان.
رأى بعض الشباب هناك و سألهم عن السيد فدلوه بدورهم بعد أن أخبروه أنه من أطيب الخلق و أكثرهم إيمانا و أنه لا يخرج أبدا من المسجد... مما زاد في دهشة صاحبنا فكيف أن يكون بهذه الأخلاق و لا يتقبل منه!!
ما إن وصل عنده إلا و انهمرت دموع الرجل فسأله لماذا تبكي وأنا لم أقل شيئا بعد... قال له أعرف ماذا ستقول لي هل أنت أيضا حلمت بكذا و كذا فقال له تماما و بكى بكاءا شديدا لم يره من قبل..فسأله السيد لماذا لم يتقبل منك
فأخبره السيد أنه منذ أربعون سنة و الحال هكذا و كل سنة يأتيه رجل ليسأله فبدأ يروي له كيف أنه جاء يوما لبيته و هو ثمل و عندما دخل بيته صرخت أمه في وجهه و أنبته على شرب الخمر و كيف أنه بدون شعور ضربها بالسكين فأرداها قتيلة.
تفاجأ الرجل من كلام الخراساني و قال له يا أخي و الله لن يغفر لك و لو ملأت الأرض ذهبا...ثم رجع لدياره و ترك السيد في نواحه.
نام السيد و هو يفكر في المسكين الذي لم ينفعه تنسكه أربعون سنة ... حتى سمع نفس الصوت الذي أخبره أنه تقبل منه يقول له يا فلان لقد قلت للخراساني أنه لن يتقبل منه... و أنا اليوم أغفر له