الجمعة - 30 تموز - 2010 -
أعلنت شركة إنتل للالكترونيات أمس تحقيق تقدم مهم في جهودها لاستخدام الأشعة الضوئية بديلاً للإلكترونات في نقل البيانات داخل الحاسبات وحولها.وقد طوَّرت الشركة نموذجاً بحثياً يمثل أول وصلة ضوئية للبيانات في العالم ترتكز إلى السليكون بالليزر المدمج.
ويمكن للوصلة نقل البيانات عبر مسافات أطول وبسرعة أعلى عدة مرات مقارنة بتقنية النحاس المستخدمة اليوم تصل إلى 50 غيغابايت من البيانات في الثانية.
ويعادل ذلك نقل فيلم كامل عالي التحديد كل ثانية. تتصل مكونات الحاسبات اليوم ببعضها البعض باستخدام الكبلات أو الشبكات النحاسية على لوحات الدارات. وبسبب تباطؤ الإشارات بشكل طبيعي نتيجة استخدام معادن مثل النحاس لنقل البيانات فإن الطول الأقصى لهذه الكبلات محدود.
ويحد ذلك من تصميم الحاسبات ويتطلب وضع المعالجات والذاكرة والمكونات الأخرى على بعد بوصات معدودة فقط من بعضها البعض.
ويمثل الإنجاز البحثي الذي تحقق اليوم خطوة أخرى نحو الاستغناء عن النواقل القديمة وإحلال كبلات الألياف الضوئية فائقة النحافة والخفة مكانها والتي يمكنها نقل بيانات أكثر بكثير عبر مسافات أطول بكثير ما يغير بشكل جذري من طريقة تصميم الحاسبات في المستقبل ويبدل الطريقة التي يتم بها تصميم وإنشاء مراكز البيانات في المستقبل.
سوف تحظى فوتونات السليكون بتطبيقات تمتد عبر كافة مجالات الحوسبة. ويمكننا تصور وجود شاشة ثلاثية الأبعاد للترفيه المنزلي ومؤتمرات الفيديو ذات دقة عالية إلى حد ظهور الممثلين أو أفراد العائلة كما لو كانوا في الغرفة معك.
وتشهد مراكز البيانات أو الحاسبات الفائقة في الغد نشر مكوناتها في أرجاء المبنى أو مجمع شركة ما بأكمله وتتصل ببعضها البعض بسرعة عالية بدلاً من تقييدها بكبلات النحاس الثقيلة ذات السعة والطول المحدودين.
وسيسمح ذلك لكبار مستخدمي مراكز البيانات مثل شركات محركات البحث وموفري خدمات الحوسبة السحابية ومراكز البيانات المالية بزيادة الأداء والإمكانات وتوفير تكاليف كبيرة في المكان والطاقة ومساعدة العلماء على بناء حاسبات فائقة أكثر قوة لحل أعقد المسائل في العالم.
وعرض جاستن راتنر المدير التقني ومدير مختبرات إنتل وصلة فوتونات السليكون في مؤتمر أبحاث الفوتونات المدمجة في مونتيري بكاليفورنيا.
وتشبه الوصلة العاملة بسرعة 50 غيغابت في الثانية السيارة الاختبارية التي تسمح لباحثي إنتل باختبار أفكار جديدة ومواصلة مساعي الشركة من أجل تطوير التقنيات التي تنقل البيانات عبر الألياف الضوئية باستخدام أشعة الضوء عبر رقائق السليكون منخفضة التكلفة وسهلة الصنع بدلاً من الأجهزة المكلفة وصعبة الصنع التي تستخدم المواد الغريبة مثل زرنيخ الغاليوم.
وفي حين تستخدم أنظمة الاتصالات وغيرها من التطبيقات الأخرى الليزر بالفعل لنقل المعلومات فإن التقنيات الحالية مرتفعة الثمن جداً وضخمة الحجم بحيث يصعب استخدامها في أجهزة الحاسوب.
وقال راتنر: إن تقديم أول وصلة فوتونية مرتكزة إلى السليكون في العالم بسرعة 50 غيغابت في الثانية مع ليزر السليكون الهجين المدمج يمثل إنجازاً بالغ الأهمية ضمن رؤيتنا طويلة المدى نحو اعتماد الفوتونات في رقاقات السليكون وتوفير الاتصالات الضوئية عالية السعة ومنخفضة التكلفة داخل وحول الحاسبات والخوادم والأجهزة الاستهلاكية في المستقبل.