قلبها فقط مازال ينبض .. " آمال " طفلة تعيش ميّـتة أمام عيون أطباء عاجزين
السبت - 24 تموز - 2010 - 14:46:01
التفاصيل
بعينين جاحظتين ، ويدين تطبقان على قلب يصارع وحده الحياة ، تُختصر حكاية عجز طبي في عصر الثورة العلمية ..
تعيش مرضا بلا مرض .. موتاً بعبق الحياة ، أحجية هي وحدها من يستطيع حلها ، بعد أن تخلّت عنها عقاقير الطب الأكاديمي ، ولم تجد لها طريقا زيوت وأعشاب الطب البديل ..
" آمال " حكاية ضحكة بقي منها صدىً ، رسم ملامح طفلة مستلقية على سرير ، تحتضنها دموع أم وأب يوشوشان في أذنها " آمال ..حبيبتي ردي علينا " .. ينتظران الرد ، يوم ، يومان ، شهر ، واثنان ..
بدأت حياتها طفلة رقصت لابتسامتها أركان منزل بسيط يتوسط حيا شعبيا بحلب ، كبرت ، وكبرت معها أحلام وسعادة أبويها ، دخلت المدرسة فكانت الأكثر ذكاءً ، والأكثر إشراقاً .
في ربيعها الثامن ، بدأت تصرفاتها تتغير " خمول غريب أصابها ، آلام في أماكن لم تستطع تحديدها ، شرود شبه دائم " يقول والدها . ويتابع " لم أعرف ما بها ، فلم تكن تشتكي من اي شيء ، تصرفات غريبة فقط ، دون أعراض تشير لمرض ، فقصدت أحد الأطباء المقربين ، والذي بدوره أحالني إلى طبيب عصبية ".
وأضاف " قصدت مشفى حلب الجامعي ، حيث أشرفت عليها الدكتورة فاديا قس ايليا ، والتي سعت جاهدة لتشخيص مرضها ، فلم يبق نوع من التحاليل أو الصور الشعاعية منها والمتطورة إلا وقامت بطلبها ، في الوقت الذي كانت فيه آمال تذوب أمامي وتنظفئ ".
وتابع " عملت الدكتورة فاديا بجد ، شكلت لجنة طبية ، اطلعت على وضعها ، قبل أن تقرر أن مرضها لا شفاء منه " وبأنها " يشك بإصابتها بمرض يدعى التهاب دماغ مصلب تحت حاد SSPE " .
فتم قبولها في المشفى ومحاولة معالجتها بالعقاقير الطبية ، وخلال ذلك تطورت حالة " آمال " ، فبدأت تعاني " ، وبحسب تقرير المشفى من " اختلاجات انتهت بحالة سبات ".
أمام وضع ابنته ، لم يجد الأب نفسه إلا وهو يحمل ابنته إلى مشفى الأطفال في دمشق ، حيث تم قبولها مرة أخرى ، وتمت إعادة محاولة تشخيص مرضها ، فكانت النتيجة ذاتها (التهاب دماغ مصلب تحت حاد SSPE ) ، مع اختلاف وحيد وهو الطفلة ذاتها ، التي غابت عن الدنيا تاركة قلبها يخفق ، طعامها سوائل تضخ في أنبوب ، ودواؤها ذاته ، عقاقير بمقادير دقيقة جداً .
و" مع مرور الأيام " ، يقول والدها " ملّت الممرضات ، وملّ الطاقم الطبي من ابنتي ، كانوا يشيرون لي دائماً أن خذها إلى المنزل ، أعطها الدواء ، وانتظر ، إما أن تشفى أو لا سمح الله تموت " .
فحملها وعاد بها إلى حلب ، يطعمها يومياً ، يجلس ووالدتها ساعات يتأملانها ، عيون مفتوحة ، وجه متورد لا يوحي باي مرض ، وأطراف في حالة تشنج دائم ، يطعمانها ، يعطيانها الدواء ، وينتظران .
" جربت الطب البديل ، الأعشاب ، حتى أني قصدت عددا من المشعوذين ، أعرف أنه من الخطأ فعل ذلك ، ولكن ما الحل ، أمام طب يعجز حتى عن تحديد المرض بشكل دقيق " ، يقول والدها ، قبل أن يرنو عيناها المفتوحتان اللتان تنظران إلى المجهول