| 23.07.2010
ناشط حقوقي: تخريب نصب الشربيني عمل عنصري من قبل أقلية
: مقتل الشربيني أثار ردود فعل غاضبة كبيرة في مصر وألمانياأعلن متحدث باسم الشرطة في دريسدن أن مجهولين قاموا بتخريب النصب التذكاري لمروة الشربيني التي راحت ضحية جريمة عنصرية العام الماضي. والحقوقي نبيل يعقوب يصف التخريب في حوار مع دويتشه فيله بأنه "عمل دافعه الكراهية العنصرية".
أقدم مجهولون في مدينة دريسدن الألمانية على تخريب نصب تذكاري للمصرية مروة الشربيني التي راحت ضحية جريمة عنصرية أثناء نظر قضيتها في الأول من تموز/يوليو 2009. وأوضح متحدث باسم الشرطة اليوم الجمعة (23 يوليو/تموز) أن المجهولين خربوا ثلاثة أعمدة صغيرة أقامتها كنصب تذكاري مجموعة من الفنانين تحمل اسم "18 طعنة" في إشارة إلى الطعنات الثمانية عشر التي تلقتها المصرية في مقر محكمة دريسدن على يد متطرف ألماني من أصل روسي.
ووصف نبيل يعقوب رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان بألمانيا التخريب بـ"عمل سياسي متعمد دافعه الكراهية العنصرية"، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال "تقوم بها أقلية ولكنها تضر بالحياة المشتركة بين الأجانب وسكان دريسدن وتسيء لسمعة المدينة ولسمعة ألمانيا كلها".
وقال في حديث لدويتشه فيله "لا أعتقد أن هذا حادث منفرد، (...) فظاهرة الاعتداء على متاجر يملكها أجانب وعلى أجانب في دريسدن تتكرر بشكل مستمر. هذا الحدث له قطعاً علاقة بالعنصرية التي تعادي الإسلام، ولكنها تعادي الأجانب أيضاً بشكل عام".
"جريمة ذات دوافع سياسية"
Bildunterschrift: لوحة المعلومات الخاصة بالجريمة وذكرت رابطة "شجاعة المواطنين" صاحبة فكرة إقامة النصب التذكاري أن المجهولين سرقوا أيضا لوحة المعلومات الخاصة بالجريمة التي أثارت الكثير من الغضب في ألمانيا والعالم الاسلامي. ووصفت الرابطة الاعتداء على النصب التذكاري للضحية بأنه "جريمة متعمدة وتحركها دوافع سياسية"، وقالت كرستيان ديموت رئيسة الرابطة، التي تشكلت من مسلمين وغير مسلمين في ألمانيا، إنها (أي الرابطة) لن تعيد نصب الأعمدة المخربة حتى انهاء المشروع وذلك من أجل لفت الانتباه إلى العنصرية الموجودة في الحياة اليومية. ولكن الشرطة قالت إنه لم يتوفر بعد دليل مباشر على وجود دوافع سياسية وراء الاعتداء على النصب التذكاري.
ويتفق نبيل يعقوب مع رأي رئيسة رابطة "شجاعة المواطنين" حول ضرورة لفت الانتباه لخطورة العنصرية في الحياة اليومية حيث يقول " أعمال العنف تمتد إلى أنحاء ألمانيا لكنها في شرق ألمانيا أكثر تركزاً وعدداً، وهنا نعتقد أن على السياسة أن تضع مقاومة الظواهر العنصرية على مختلف أشكالها في مقدمة جدول أعمالها." وانتقد يعقوب السياسات الحكومية الرامية إلى تفكيك قواعد الكراهية والعنصرية في المجتمع قائلا "هناك قاعدة اجتماعية لهذه الكراهية والعنصرية وصلت إلى حد العنف وتهديد حياة البشر ودفعهم للموت. الجهات الحكومية تباطأت ولا زالت تتباطئ في اتخاذ سياسة جريئة لإقرار برامج تعليمية تنويرية في المدارس ولدى السكان عموماً، ولكن في الفترة الأخيرة بعد جريمة مروة الشربيني أعتقد أن هناك يقظة أكثر مما مضى".
يعقوب الذي ينشط في مجال مكافحة العداء للأجانب والخوف من الإسلام، أكد بأن هناك دعم واضح ومستمر للجهود الرامية للحد من هذه الظواهر خصوصاً من قبل المجتمع المدني، لكنه أضاف بأن "هناك تحذير مستمر من ترك هذه المظاهر تتواصل دون مقاومة اجتماعية حقيقية".
يذكر أن قاتل مروة الشربيني يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياة بعد قتله الصيدلانية المصرية بالسكين أثناء إدلائها بإفادتها في قضية توجيه شتائم عنصرية إليها.
(ه ع ا/ ي أ/د ب ا/ا ف ب)
مراجعة: طارق أنكاي ( ع ج م)