في منتصفِ الليل أنادمُ نهراً جامحاً
أصيرُ أفقَ قافلةٍ
وسط العواصفِ تائهة...
أصيرُ سحابة مهاجرة
أرضاً غارقة في الدماء.
في عتمةِ الليل وفي غسق الفصول
كالضبابِ وندفِ الثلج
تسيِّجُ روحي سفوحَ الجبال.
روحي رياحٌ غاضبة
تصطدمُ بالجنادل
وترجُّ الأنهارَ رجّاً.
انتشرَ الليلُ وروحي الوَلهى
حصانٌ ناريُّ الأجنحةِ، يجمحُ بي
ويحط في عالم غريب.
في هذه العتمة، أيا روحي الجامحة
الخارجة عن المدار،
ما أنتِ فاعلة بي؟
في ظلام أيّ فصل أسير
ستوقدينني؟!.
في عتمةِ الليل، أين الرحيل؟
بماذا ستشبِّهينني؟.
ضبابٌ كثيفٌ غطاني ورحل،
تلاشى في صحراء روحي
أيها اليقينُ المقنعُ
بالوطن والذرى
آويني...
كي أنساكَ في مَوَجان الروح - لحظة-
أدفنُ رأسي بين الصقيع والجمر.