إن الألم المصاحب للعلاقة الحميمة، شكوى عادة ما تخص النساء دوناً عن الرجال، وهي تشمل الألم وقت الجماع. وهذه الشكوى شائعة إلى درجة أن 15% من مريضات عيادات النساء، يشكين منها في وقت أو آخر منذ بداية الزواج.
ألم الجماع وتشخيصه
* أن أنواع الألم وقت الجماع ثلاثة وهي: ألم في بداية الجماع، ويشمل عدة حالات مثل الالتهابات المهبلية المتكررة، خاصة الفطرية، كذلك بعض الأمراض الجلدية، وزيادة حساسية مدخل المهبل، وكل هذه الحالات تندرج تحت ما يسمى Vulvodynia. أما النوع الثاني، فهو الألم النابع من المهبل، الذي ينتج من ضمور جدار المهبل، خاصة ما قبل وبعد انقطاع الطمث، كذلك قلة الإثارة والاستجابة للزوج، مما ينتج عنه جفاف في المهبل، وبالتالي الألم وقت الجماع. وقلة الإثارة لها أسباب كثيرة، منها المشاكل الزوجية والحالة النفسية للزوجة، ومنها أمراض عضوية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الدهون في الدم، كذلك الأنيميا الحادة. أما النوع الثالث من الألم وقت الجماع، فهو الألم الداخلي في الحوض، وهو أيضاً له أسباب عديدة، مثل الأورام الليفية في الرحم، انقلاب الرحم، وجود التصاقات في الحوض، كذلك في حالات القولون العصبي والتهاب المثانة.
إن التعامل مع حالات الألم وقت الجماع، يستدعي الانتباه إلى عدة تفاصيل لمعرفة إذا كان هناك سبب عضوي أو مرض عام عند المرأة، كما يجب تحديد نوع الألم ومعرفة إذا كانت هناك شكاوى جنسية أخرى، كما يجب معرفة الحالة الاجتماعية والنفسية للزوجة.
التشنج المهبلي
* عبارة عن صعوبة في إيلاج أي شيء داخل المهبل، رغم وجود رغبة عند الزوجة للإيلاج، ويكون مسؤولا عن الألم المصاحب للعلاقة الحميمة. ومثل هذه الحالات لا يمكنها أن تتقبل الكشف النسائي لأي سبب، حتى أنه أحياناً يكون مستحيلا إجراء مثل هذا الكشف. وهذه الحالات لديها ردة فعل ناتجة عن ربط العلاقة الجنسية بالألم والخوف الشديد، مما ينتج عنه بالفعل ألم عضوي وألم نفسي شديدان عند محاولة الإيلاج.
والتشنج المهبلي نوعان: النوع الأول، عدم حدوث جماع على الإطلاق من قبل، ومثل هذه الحالات قد تشكو من ألم وقت محاولة الجماع، أو استحالة إقامة العلاقة الزوجية، وأحياناً مع تكرار المحاولة يصاب الزوج بعجز مؤقت، ويكون هذا هو سبب اللجوء إلى الطبيب، عادة طبيب الذكورة طبعاً، وعند أخذ التفاصيل، يتضح أن المشكلة عند الزوجة، فيقوم الطبيب بتحويلها إلى عيادة النساء.
أما النوع الثاني فيسمّى بالتشنج المهبلي الثانوي، أي الذي يظهر بعد فترة من إقامة علاقة جنسية طبيعية. وأذكر أنني منذ فترة قصيرة حضرت لي مريضة أنجبت منذ سنة ونصف السنة، وتعاني من تشنج مهبلي بعد الولادة، حيث إنها عانت من آلام الولادة والفحص أثناء الولادة، فباتت تخاف حتى الهلع من إيلاج أي شيء داخل المهبل.
ولظهور شكوى التشنج المهبلي أسباب عديدة، أهمها على الإطلاق هو الجهل وعدم وجود تثقيف جنسي سليم في مجتمعاتنا الشرقية، كذلك المعلومات الخاطئة والاعتقادات الكاذبة، حيث تقوم النساء بتهويل ليلة الزفاف وتهويل الألم المصاحب لفض غشاء البكارة. كما أن هناك البعض اللاتي يشعرن بألم حاد بالفعل بعد أول مرة، فبالتالي تخاف الواحدة منهن من ممارسة العلاقة ثانية، ويظهر عندها التشنج المهبلي. يضاف الى هذا وجود مشكلات مع زوجها، خاصة أنه حتى الآن أحياناً تجبر الفتاة على الزواج من شخص لا ترغبه. وأخيراً حدوث تحرش جنسي لها من قبل (وهي فتاة صغيرة)، ويعتبر السبب الأول لظهور التشنج المهبلي في البلاد الغربية.
وأما علاج مثل هذه الحالات، فيعتمد على التثقيف الجنسي السليم وشرح ما يجب توقعه من العلاقة الحميمة، ومن فض غشاء البكارة، وشرح تركيبة الجهاز التناسلي للزوجة، كذلك بعض الجلسات العلاجية الخاصة واستخدام بعض الأدوات الخاصة لعلاج التشنج المهبلي، ثم شرح الطريقة الأفضل والأقل ألماً وقت حدوث الجماع، بحيث تكون الزوجة هي المتحكمة في العلاقة، وبالوقت نترك التحكم للزوج بعد أن تتغلب على خوفها