الثلاثاء - 31 آب - 2010 - 8:49:10
يؤكد "تو" من جنوب فيتنام انه بدأ يتماثل للشفاء سريعا جدا من الادمان على الهيرويين بفضل عقار الميتادون، رغم انه بدأ تعاطي هذا المخدر في سن الثالثة عشرة.
يقول هذا الشاب البالغ من العمر 33 عاما "لمست تغيرات بعد أيام قليلة، انحسر الالم لا سيما في العينين والانف".
و"تو" الذي لا يفصح عن اسمه الكامل هو واحد من مجموعة من المدمنين على المخدرات الذين يتلقون منذ حزيران/يونيو علاجا بالميتادون في عيادة جديدة في دلتا الميكونغ.
وطالما ابدت السلطات في هذا البلد الشيوعي معارضتها لاستخدام الميتادون في المساعدة للعلاج من الادمان على الهيرويين، الا ان هذا العلاج بدأ ينتشر هناك الآن شيئا فشيئا.
فقد بدأ أطباء باعتماد هذا العلاج في فيتنام في نهاية التسعينات بعدما لاقى نجاحا في الخارج.
ورغم ان هانوي كانت تفضل المراكز التقليدية للعلاج من الادمان، كما يرى الخبراء، الا انها بدأت بعد ذلك تعيد النظر في موضوع الميتادون.
ويقول احد الخبراء طالبا عدم الافصاح عن اسمه "كان واضحا ان عدد متعاطي المخدرات يتزايد في البلاد".
ويشرح ايامون مورفي من برنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز ان التغيير في الرؤية السياسية لهذا الامر نتج ايضا عن "فهم افضل للادمان على المخدرات وطريقة معالجته".
ولئن كانت مادة الميتادون لا تستخدم في علاج مرضى الايدز، الا انها بتخفيفها من حالات الادمان على الهيرويين تؤدي بشكل غير مباشر الى انحسار الاصابات بهذا الفيروس.
وبحسب الارقام الرسمية، التي ينظر اليها دائما على انها متفائلة، فإن في فيتنام 150 الف مدمن على المخدرات، منها 80% يستخدمون حقن الهيرويين.
وقد بلغت نسبة حاملي فيروس نقص المناعة المكتسبة 40% من متعاطي المخدرات في كان تو، بحسب السلطات المحلية.
ويرى مورفي ان "الامر سيستغرق وقتا قبل ان يتم التعامل مع مشكلة تعاطي المخدرات على انها مشكلة شخصية وليست رذيلة اجتماعية".
ويقول الطبيب فو فان كونغ الرائد في استخدام الميتادون لعلاج الادمان "لقد بذلنا جهودا كبيرة في التحضير لهذا البرنامج".
ففي العام 2007، صدر مرسوم يعتبر الميتادون علاجا بديلا. وفي العام 2008 بدأت مناطق مختلفة من البلاد تطبيق هذا العلاج.
وانتشر هذا العلاج في المناطق الاخرى بعدما أجريت عليه التجارب.
وحاليا، يخضع اكثر من الفي مدمن للعلاج بالميتادون في البلاد، وتهدف خطة البرنامج الى رفع هذا العدد الى 80 الفا بحلول العام 2015.
في فيتنام، يقر الاطباء والوزراء وحتى رجال الشرطة بأن الميتادون علاج فعال للادمان، وبأنه يساعد المدمنين على استعادة حياة طبيعية، ويحد من الجريمة.
ولكن للحصول على نتائج على المدى الطويل، يشدد مورفي على ضرورة ان يرافق هذا العلاج عمل اجتماعي. فلا بد للمدمنين من "الحصول على عمل، واستعادة حياتهم"، وهو يحيي في هذا الاطار قرار السلطات بالاعتراف بمهنة المساعد الاجتماعي.
ويرى بعض الخبراء ان الحل المثالي هو ان يحل العلاج بالميتادون مكان المراكز التقليدية للعلاج من الادمان.
يقول "تو" انه أمضى سنتين في واحد من هذه المراكز التقليدية، وانه عاد لتعاطي المخدرات بعد أيام من خروجه من المركز، على غرار الكثيرين من اقرانه.
لكنه الآن يتلقى علاجا بالميتادون، فيتوجه كل صباح الى العيادة ليأخذ جرعة 70 ملغرام من هذا العقار. وهو يؤكد ان شعوره بالحاجة الى المخدرات يكاد يختفي شيئا فشيئا.
الثلاثاء أغسطس 31, 2010 5:38 am