أب 30, 2010
بدأ اقتراب موعد انطلاق المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الولايات المتحدة يفرض نفسه على الساحة السياسية في الشرق الأوسط، فبرز موقف لافت لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي قال إنه لن يقبل الانجرار لمواضيع هامشية، بل سيركز على قضايا القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات، محملاً تل أبيب مسؤولية فشل القمة إن أصرت على الاستيطان.
أما الجانب الإسرائيلي، فقد برز منه تأكيد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، عدم وجود نية لتمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان بعد الانتهاء من العمل به نهاية سبتمبر/أيلول، بينما توجه العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري، حسني مبارك، إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تحضيراً للقمة المرتقبة.
وقال عباس، في كلمة وجهها للفلسطينيين ليل الأحد: “لقد توصلنا في إطار القيادة الفلسطينية إلى موقف يؤكد على ضرورة أن لا نحول قضية صراعنا من أجل إنهاء الاحتلال إلى مجرد خلاف مع إسرائيل أو غيرها حول شكل المفاوضات.”
وشدد عباس، في خطاب نقله التلفزيون الفلسطيني، على ضرورة أن “تتحول المفاوضات إلى عمل جاد لإبراز المضمون والقضايا الجوهرية” وأعرب عن أمله بأن يجد الجانب الفلسطيني في إسرائيل: “شريكاً قادراً على اتخاذ قرارات ومواقف جوهرية ومسؤولة نحو إنهاء الاحتلال وضمان الأمن الحقيقي لكلا الشعبين.”
وتابع عباس: “نذهب إلى المفاوضات مسلحين بهذه المواقف والالتزامات، ولن نحيد عنها، وسنضع جميع الأطراف دون استثناء أمام مسؤولية الالتزام بها وتطبيقها، وأن المواضيع التي ستتناولها المفاوضات هي قضايا الوضع النهائي والتي تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والأمن والمياه والإفراج عن الأسرى، ولن ندخل في متاهات أو نقبل باستدراجنا إلى أمور هامشية.”
وتوجه عباس إلى القوى الفلسطينية التي أعلنت معارضتها للمفاوضات قائلاً: “إذا كان هنالك من يختلف معنا في التقدير وفي الحسابات السياسية الدقيقة، فإن المساحة الواسعة من الديمقراطية الفلسطينية بما فيها حق التعبير والاختلاف في الرأي، تلك المساحة تكفل للجميع دون استثناء أن يشاركونا أعباء هذه المسيرة بالرغم من جميع إشكال التباين والاختلاف.”
وأكد عباس أنه أبلغ الجانب الأمريكي بأن حكومة إسرائيل “سوف تتحمل وحدها المسؤولية عن تهديد هذه المفاوضات بالانهيار والفشل، في حال استمرار التوسع الاستيطاني بجميع مظاهره وأشكاله في سائر أنحاء الأرض الفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967.”
أما في إسرائيل، فكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتحدث خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، قائلاً إنه إذا جاءت قيادة السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات المباشرة بنفس القدر من الجدية كما تأتي إسرائيل “فسيكون من الممكن عندئذ التقدم نحو تسوية مستقرة ستضمن للشعبين السلام والأمن. “
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل “معنية بتحقيق تسوية سلمية تعتمد على أساس الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي مع ضمان وضع حد للنزاع وللمطالب. كما يجب أن ترافق التسوية السلمية ترتيبات أمنية حقيقية. “
وبخصوص قضية الاستيطان، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إنه لا يوجد أي اقتراح إسرائيلي جديد ولا تغيير في قرار المجلس الوزاري المصغر بهذا الخصوص، ما يعني عودة بناء المستوطنات بعد 26 سبتمبر/أيلول المقبل.
وفي الأردن، استقبل الملك عبد الله الثاني وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، للتباحث في المفاوضات المقبلة، وأكد العاهل الأردني “ضرورة إجراء المفاوضات بجدية متناهية،” أما باراك فقال من جانبه إن إسرائيل “تعتبر تحقيق السلام مصلحة إستراتيجية لها.”
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” عن الملك الأردني قوله، إن السلام الشامل الذي يبدأ بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين “هو الضمانة الحقيقية لأمن واستقرار جميع دول المنطقة وشعوبها.”
وقد غادر الملك الأردني عمّان متوجهاً إلى واشنطن في وقت لاحق الأحد، وكذلك الرئيس المصري حسني مبارك، الذي عرج على العاصمة الفرنسية باريس للقاء نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، قبل مواصلة طريقه إلى الولايات المتحدة.
(CNN)