أهل المتوفية : اشتكينا لتحسين وضع المركز وكي لا يصيب الآخرين ما أصابنا
مديرية المشافي: المولدة الكهربائية ليست ضمن شروط الترخيص لكننا نقوم بطلبها
توفيت السيدة فاطمة مرعي الشهر الماضي بصدمة قلبية إثر انقطاع التيار الكهربائي أثناء جلسة غسيل الكلية في "مركز" خاص لغسيل الكلية بدمشق، فحمل أبناؤها المركز مسؤولية وفاتها كونه لا يحتوي مولدة للكهرباء .
إدارة "المركز" رفضت الرد على أسئلة سيريانيوز تاركة الموضوع للقضاء، ومديرية المشافي من جهتها أوضحت بأن مولدة الكهرباء ليست ضمن الشروط الواجب توفرها عند إنشاء مركز غسيل كلية خاص.
انقطاع مفاجئ
يروي ابن المتوفية محمد أبو جمعة(طبيب اسنان)ما حدث معهم في "المركز" فيقول" تغسل والدتي(70 عاما) في هذا المركز منذ عامين ونصف، وقد أصرت على البقاء فيه كونها تآلفت مع المرضى وأحبتهم، إلى أن جاء ذلك اليوم عندما نقلناها بحالة إسعافية في الساعة السابعة والنصف صباحاً، وأثناء جلسة غسيل الكلية انقطع التيار الكهربائي، وكان الدم في الجهاز، فلم يكن يوجد حينها إلا ممرض واحد وستة مرضى، فاضطرب الممرض وقمت مع إخوتي بمساعدته لإرجاع الدم يدوياً، ولكن والدتي توقفت عن التنفس، ولم يكن يوجد صادم بالمركز، فأسرعنا لإسعافها لمشفى الفرنسي لكنها كانت متوفاة".
وتابع"بعد أربعة أيام من الوفاة ذهبنا لصاحبة المركز والتي بينت أن المسؤولية لا تقع على عاتقها فهي مجرد مديرة للمركز، والطبيب المشرف هو من يتحمل المسؤولية، وبخصوص الصادم فالمركز يحتوي صادمين ولكنها ليسا في متناول اليد..!".
مخالفات
انتقادات كثيرة وجهها أهل المتوفية للمركز، فيقول أبو جمعة "وضع المركز غير صحي فهو غير نظيف،وفي كل غرفة ثلاثة أسرة، والأوكسجين علينا أن نؤمنه من خارج المركز رغم أنهم مطالبين بتأمينه لنا، فضلاً عن قيامهم ببيع الأدوية بأسعار أغلى من أسعار السوق كالايبوتين".
وعن ترخيص المركز أوضح أبو جمعة "كان المركز ملكاً لزوج مديرته السابق، وفي بداية العام الحالي تم نقل الملكية لها، لتعتمد طبيباً آخر يقوم بالدوام في المركز الساعة الخامسة مساء فيترك المركز بلا طبيب طيلة النهار ولا يوجد سوى ممرض، وباعتقادنا أن المركز غير مرخص إلى الآن".
غاية أهل المتوفية بحسب تعبيرهم من نشر قصة ما حدث معهم تشديد الرقابة في منح التراخيص لفتح مراكز غسيل كلية، وتحسين وضع المركز بشكل خاص كيلا يتكرر الحادث مع شاب أو طفل، ولم يقوموا برفع دعوى قضائية لحد الآن.
رفض الرد
سيريانيوز اطلعت على شروط إقامة مركز غسيل كلية ومن ضمن الشروط الواجب توفرها، أن يكون المركز بإشراف طبيب كلية حصراً، وتوفر مساحة مناسبة بحدود 6 متر تقريباً لكل جهاز غسيل كلية، ومصدر أوكسجين طبي ثابت أو نقال، وجهاز تخطيط مع جهاز صدمة.
ولم يتسن لسيريانيوز معرفة تطابق هذه الشروط مع المركز المذكور، إذ أن إدارة المركز اعتذرت عن الرد مبينة أنه إن كان لأهل المتوفية أي حق فبإمكانهم أن يأخذوه عن طريق القضاء.
المولدة ليست شرطاً
وبدوره مدير المشافي في وزارة الصحة د.سليمان مشقوق أوضح لسيريانيوز أنه "عند إنشاء مركز غسيل كلية يتم إرسال لجان للتأكد من توافر كافة شروط إنشاء المركز، وتقوم أيضاً لجان تفتيشية بزيارة المراكز كل فترة للتأكد من الالتزام بالشروط".
وفيما يتعلق بوجود المولدة الكهربائية أوضح مشقوق أنها "لم تدرج بعد ضمن قائمة الشروط المطلوبة ولكنها تطلب، فعندما تخرج لجنة لمعاينة المركز تطلبها من أصحاب المركز، وإن لم يلتزم المركز تطالبه به مجدداً، لأن انقطاع التيار الكهربائي أثناء جلسة غسيل الكلية قد يسبب مشاكل للمريض"، ولفت إلى أنه لم يمنح منذ استلامه لإدارة مديرية المشافي أي ترخيص بإقامة مركز غسيل كلية خاص.
من جهته الأخصائي في جراحة الكلية الدكتور عماد سرور بين أن "وجود مولدة كهربائية في المركز يعد شرط أساسي وذلك لصالح صاحب المركز فقال" انقطاع التيار الكهربائي بشكل فجائي أثناء جلسة غسيل الكلية قد يسبب مضاعفات للمريض وذلك يختلف حسب الأجهزة المستخدمة (صينية، ألمانية ، فرنسية) وبحسب وضع المريض الصحي ".
وفيما يتعلق بإعادة الدم يدوياً من الجهاز لجسم الإنسان بيّن الأخصائي سرور أن "ذلك غير محبذ، ويجب على صاحب المركز أخذ احتياطاته بوجود مولدة تعمل فور انقطاع التيار وذلك لصالحه حتى لو لم تذكر ضمن الشروط الواردة في وزارة الصحة".
سيريانيوز