نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب نيكولاس كار يبين فيه أن الانترنت من خلال تشيتته للانتباه ومقاطعة التفكير يحولنا إلى أناس سطحيين, لأنه يجعلنا نفتقد العامل الأساسي في التفكير وهو الربط بين ما نتلقاه وما ترسخ في الذاكرة من معرفة.
وقال كار, الكاتب في قسم التكنولوجيا بالصحيفة في مقالاته, إن "الاعتماد على الانترنت له أثر جانبي خطير، إذ تشير أدلة علمية متزايدة إلى إن الانترنت بتشتيته الانتباه ومقاطعة التفكير يحولنا إلى أناس سطحيين".
وأضاف كار أن "من يتشتت انتباههم الانترنت دوما برسائل البريد الاليكتروني والتحديثات والرسائل الاليكترونية يفهمون اقل بكثير ممن يمكنهم التركيز على ما يتلقون".
ويعد الكاتب كار أبحاثا نفسية وسلوكية حديثة تكشف عن الجانب المظلم للانترنت في حياة مستخدمي الكمبيوتر لتصفح الشبكة الدولية, حيث أن اهتمامه بالأمر ليس أكاديميا فحسب وإنما فيه جانب شخصي بعدما شعر انه يفقد القدرة على التركيز والتفكير العميق.
وبين كار أنه "حتى وهو بعيد عن الكمبيوتر كان يشعر بتشتت الانتباه وكأنما ذهنه في حالة عطش للمعلومات السريعة".
وتشير الدراسات, التي قام بها كار, إلى أن من يقرأون نصا مليئا بالروابط يستوعبون اقل بكثير ممن يقرأون نصا مطبوعا على الورق, ومن يشاهدون عروضا مطعمة بالصوت والصورة يتذكرون أقل بكثير ممن يتلقون المعلومات بطريقة أكثر تركيزا واقل بهرجة.
وحسب الدراسات من يتعاملون مع مهام متعددة اقل إبداعا واقل إنتاجية ممن يركزون على أمر واحد, والسبب في ذلك أن الانترنت تجعل مستخدمها يفتقد العامل الأساسي في التفكير وهو الربط بين ما يتلقاه وما ترسخ في الذاكرة من معرفة.
ويعتمد غنى التفكير والذاكرة والشخصية عامة على قدرة الذهن على التركيز.
يذكر أن شبكة الاتصالات الدولية (الانترنت) دخلت حياة الأشخاص منذ 20 عاما فقط إلا أنها أصبحت لا غنى عنها في حياتنا, حيث وفرت الانترنت الحصول على كميات هائلة من المعلومات وجعلت الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي تتواصل مع بعضها بشكل شبه دائم.