!
السبت - 28 آب - 2010 - 13:55:49
يُعد العُقم من أكثر الظواهر التي تؤرق المجتمع الجزائري، فضلا عن المشاكل الصحية الأخرى التي تتعلق بالعجز الجنسي ومشاكل الخصوبة.
وتؤكد صحيفة "الشروق" أن قرابة مليون من الأزواج الجزائريين يعانون من العقم أو مشاكل الخصوبة، في حين لا يقدر على إجراء عملية التلقيح الاصطناعي إلا القلة منهم بسبب ارتفاع أسعار العملية وانخفاض نسبة نجاحها إلى أقل من 30 بالمئة.
ويقول محمد "تعرضت منذ 6 سنوات إلى الإصابة بالحمى المالطية، نتيجة تناول حليب الماعز، عندها قال الأطباء إن هذا المرض قد يؤثر على الخصوبة لدي في المستقبل، وهو الأمر الذي حدث فعلا واكتشفته لاحقا".
ويؤكد أنه اضطر للجوء إلى التلقيح الاصطناعي خارج الرحم "فقمت بعمليتين من اجل التلقيح الاصطناعي هنا بالجزائر لكن دون جدوى، ففي كل مرة تفشل العملية، وهو الأمر الذي كلفني أكثر من 500 ألف دينار بعدها قررت أنا وزوجتي الذهاب إلى فرنسا (....) وفي النهاية تمت عملية التلقيح وأنجبت زوجتي بنتا وهي الآن في سن الثالثة".
ويقول الأمين العام لنقابة الصيادلة الجزائريين إن عملية التلقيح الصناعي غير مضمونة، وحي تتعرض المرأة للإجهاض يقول لك الأطباء إن زوجتك قامت بأشغال شاقة أو أنها قامت بحمل أشياء ثقيلة، وبالتالي مبررات تغطية فشل العملية كثيرة عندهم".
ويضيف "في فرنسا يبقى المريض 3 أيام تحت المراقبة، ثم يقترح عليه 10 أيام تبقى فيها المرأة تحت المراقبة الطبية في المستشفى، وإذا كان بإمكانه الدفع وظروفه المالية ميسورة يقترح عليه البقاء لمدة 3 أشهر، أما عندنا ففي اليوم الأول تذهب المريضة إلى البيت".
ويعاني حوالي 2.5 مليون شخص في الجزائر من السكري، الأمر الذي يعرض عددا كبيرا منهم إلى الإصابة بالعجز الجنسي في حال تفاقم المرض ولم يتلقوا العلاج المناسب.
ويؤكد الاختصاصي في علاج المسالك البولية الدكتور يوسف خوجة ضرورة التشخيص المبكر لمسألة العجز الجنسي عند الرجال، كون المشكلة عادة ما تكون مصاحبة بأمراض مختلفة ومنها بعض الأمراض الخطيرة مثل السكري والضغط الشرياني.
ويقول إن تفاقم الظاهرة وسط المجتمع يعود بالدرجة الأولى إلى اعتبار الموضوع من التابوهات التي لا يحبذ المريض الكشف عنها في المراحل الأولى من بداية الإصابة بالعجز الجنسي، رغم وجود علاجات مناسبة تسمح للمصابين بأن يعيشوا حياة جنسية عادية جدا بفضل الأدوية المكتشفة حديثا التي توصف من طرف الأطباء المعالجين.
ويلجأ العديد من الجزائريين إلى تُجار الأعشاب المنتشرين في الأسواق الشعبية بهدف الحصول على أعشاب يدّعي مروجوها أنها مفيدة للعجز الجنسي لعدم قدرتهم على إجراء عمليات الإخصاب أو التلقيح الصناعي.
وكشف تحقيق ميداني أجرته إحدى الصحف المحلية أن عددا من الصيادلة في العاصمة الجزائرية باتوا يروّجون لدواء "فياكتال" المقوي جنسيا دون وصفات طبية.
واستقطبت الدواء الجديد أعدادا كبيرة من الكهول وحتى الشباب الذين يعانون من عجز جنسي، حيث أكد صاحب صيدلية بحي عمارة بالشراقة أنه يبيع أعدادا هائلة من الدواء المنافس للفياغرا الفرنسية التي تتميز بسعرها المرتفع.
ويحذر البروفسور مصطفى خياطي من تداول هذا النوع من الأدوية مؤكدا أنه يمكن أن يسبب لهم أعراضا قلبية خطيرة تصل في كثير من الأحيان إلى الموت المفاجئ.
وأضاف خياطي أن هذا الدواء لا يجب أن يُقدم إلا بعد استشارة الطبيب ووصفات طبية، لأنه قادر على توليد مضاعفات جنسية خطيرة عند المراهقين والشباب.
عكس السير