أب 28, 2010
ربما لم يكن يتوقع حما حما هذا الفتى المشرد في شوارع العاصمة التونسية حتى في أسعد أحلامه ان تنقلب حياته رأسا على عقب بهذا الشكل وان يتحول في وقت قصير من طفل مشرد في الشوارع الى نجم من نجوم الصف الاول بعد دور واقعي اداه في مسلسل يبث خلال شهر رمضان.
ظهور هذا الفتى البالغ 14 عاما في مسلسل (كاستينغ) الذي يبث على التلفزيون الحكومي في تونس للمخرج سامي الفهري جاء مشابها او مطابقا لدوره في الواقع حيث صور المسلسل معاناته اليومية من ادمان للسجائر وايقافه في اقسام الشرطة ونوم في عربات القطار المتهالكة. وبسرعة فائقة انتزع هذا الفتى اعجاب الاف التونسيين الذين انبهروا ببراعته في اداء الدور التلفزيوني رغم جهله بالكتابة والقراءة وبتلقائيته التي شدت الناس اليه.
حما حما تمكن في ايام قليلة من ان يجمع نحو 20 الف معجب في صفحته الرسمية على الفيسبوك التي ساعده في انشائها فريق المسلسل لكنه نجح ايضا في ان يجلب تعاطفا مع اطفال الشوارع في تونس وان يعيد طرح اسئلة حارقة في اذهانهم عن المتسبب الحقيقي في هذه الظاهرة. وفجر (كاستينج) قضية اطفال الشوارع التي ظلت ظاهرة مسكوت عنها لعدة سنوات رغم خطورتها. وقال حما حما الذي تحول الى نجم انه يحلم بان يكون له مستقبل مشرق يعوض به الحرمان الذي عاشه. وعبر عن أمله في ان يتغير حال اصدقائه مثلما تغير حاله هو.
تغيرت حياة حما تماما منذ ان اختاره الفهري للمشاركة في مسلسل كاستينغ وأقامت شركة (كاكتيس) المنتجة للمسلسل مكتبا خاصا به بضاحية البحيرة الراقية بالعاصمة يتابع فيها دروسا تعليمية بالاضافة الى حصص لمتابعة حالته النفسية كما اصبح له سائق شخصي ينقله يوميا الى حيث يشاء. وفي الاسابيع الاخيرة تركت عائلة حما حما المكونة من ثمانية افراد بيتها الصغير المتهالك لتنتقل الى منزل جديد اضافة الى تمتعه بأجر شهري من شركة انتاج المسلسل.