أب 28, 2010
أظهر مسح أجرته مؤسسات متخصصة باستطلاعات الرأي وجود فوارق جديرة بالانتباه في شعبية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بين مختلف الشرائح الدينية والمذهبية الأمريكية، ما يعكس عمق الانقسام حول سياساته الداخلية والخارجية، وخاصة مع طرح مواضيع مثيرة للجدل، مثل مسجد نيويورك.
فبحسب الاستطلاع، نال أوباما دعم 78 في المائة من المسلمين الأمريكيين، الذين أعربوا عن رضاهم حيال أدائه في البيت الأبيض، أما أعلى مستويات الرفض، فكانت لدى طائفة المرمون، وهي جماعة دينية مسيحية منغلقة ومتشددة، في حين أيده 61 في المائة من اليهود و63 في المائة من الملحدين.
كما نال أوباما تأييد 64 في المائة من أتباع الديانات الصغيرة، أما لدى الغالبية البروتستانتية في البلاد، فلم تتجاوز 43 في المائة، مقابل 50 في المائة لدى الكاثوليك، وكانت أدنى النسب في صفوف المرمون، إذ لم يتجاوز دعم أوباما بين أبنائها نسبة 24 في المائة.
وبشكل عام، فقد خسر أوباما 15 نقطة من شعبيته مقارنة بالنصف الأول من 2009، وبات يحظى بتأييد 48 في المائة من الأمريكيين ككل.
وقال بيان تحليلي من مؤسسة “غالاب” التي أشرفت على إجراء المسح: “لم يظهر لدينا الكثير من الفروقات في نسب تأييد أوباما لدى أتباع الديانات المختلفة مقارنة بنتائج العام المنصرم، إذ أن التراجع كان بالتساوي نسبياً بينها.”
وذكرت “غالاب” أنها أجرت المسح بعد الحصول على رأي 275 ألف أمريكي، وذلك من خلال قاعدة بياناتها الواسعة، مشيرة إلى أن هامش الخطأ لا يتجاوز نقطة واحدة.
وتأتي هذه النتائج في وقت يستمر فيه التوتر بالتصاعد داخل الولايات المتحدة، على خلفية مشروع بناء مسجد ومركز إسلامي قرب موقع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الأحد.
وفي مطلع الأسبوع، احتشد المئات من الأمريكيين المنقسمين بين مؤيد للمشروع ومعارض له، قام بعضهم برفع شعارات تحذر من المد الإسلامي في البلاد وانتشار المساجد التي اعتبروا أنها تهدد الحرية وتذكّر بالهجمات التي وقعت عام 2001.
وحملت كل مجموعة يافطات تطرح من خلالها أفكارها، بينما قامت الشرطة بالفصل بين المتظاهرين منعاً لتصادمهم، وحرص المعترضون على إقامة المسجد على رفع شعارات بينها “لا لحكم الشريعة،” و”أوقفوا الشريعة قبل أن توقفكم،” و”لا للمساجد هنا،” بينما قالت اللجنة المشرفة على مشروع المسجد إنها لا تعتزم تغيير مكانه رغم الاعتراضات الواسعة.
ويرى منتقدو المشروع أن إقامة مركز إسلامي في موقع المركز التجاري الذي دمرته هجمات عناصر متشددة “إهانة مؤلمة.”
وسبق لأوباما أن دافع عن بناء المسجد باسم “حرية المعتقد” واجتذب موقفه هذا انتقادا واسعا، إذ سارع النائب الجمهوري عن نيويورك، بيتر كينغ إلى إعلان رفضه واعتبر أن قيام المشروع في مكان قريب من موقع هجمات عام 2001 يعبر عن “سوء استغلال لحق المسلمين ببناء مساجدهم لأنه “يضر بمشاعر أشخاص عانوا الكثير” على حد تعبيره.