الإدارة المحلية: تكلفة بعض الأقواس وصلت لـ3 ملايين والاولى صرفها على مشاريع تهم المواطن
وصف مواطنون تعميم وزير الإدارة المحلية تامر الحجة والقاضي "بإلغاء أي مبلغ ملحوظ في موازنة الوحدات الإدارية المعنية لأي مشروع من مشاريع أقواس النصر"، بالتعميم "المتأخر والمفيد في الوقت نفسه"،
لافتين إلى "ضرورة التفات البلديات إلى تسوية أوضاع الطرق والأرصفة بدلاً من صرف الأموال المخصصة للبلدية على أقواس وغيرها من المظاهر التي لا هدف منها".
لم تخف الوزارة بان التكاليف الباهظة لإقامة تلك الأقواس وترميمها وتغييرها وتوسيعها..كانت الدافع لصدور القرار في وقت أصبحت تكاليف الأقواس ترهق كاهل موازنات البلديات، والتي يعجز الكثير منها عن تنفيذ الخدمات الأساسية من طرق ونظافة وصرف صحي وغيرها.
تبذير في غير مكانه
وقال وائل (قاطن في مدينة جرمانا) لسيريانيوز إن "تعميم الوزير إن كان صحيحاً جدا، حتى لو أتى متأخراً، حيث آن للبلديات والمحافظات أن تلتفت إلى قضايا أهم وأكثر أولوية من تجميل مدخل المدينة – رغم أهميته-"، مضيفاً أنه "في هذا الوقت أصبح المثل القائل (من برا رخام ومن جوا سخام) ينطبق بحذافيره على البلديات والمديريات الحكومية".
بدوره، رحب محمد (يسكن في مدينة المعضمية)، بالتعميم مضيفاً أنه "على البلديات والمحافظات أن تهتم بالإسفلت السيئ، والذي جار عليه الزمان في شوارعها، بدلاً من وضع مئات الألوف على سارية علم أو مدخل مدينة، لا هدف منها".
من جانبه، قال خالد يقطن في مدينة جديدة عرطوز البلد إن "على البلدية بدلاً من ترميم او إنشاء قوس نصر أن تلتفت إلى إصلاح الأرصفة المتهرئة "، لافتاً إلى أنه "على البلدية أن تعمل بهذا التعميم إضافة إلى التعميمات الأخرى والتي تقول بأن تكون واجهات الأبنية المطلة على الشارع الرئيسي في المدينة من الحجر".
والسواري أيضاً
كشف معاون وزير الإدارة المحلية صادق أبو وطفه عن بعض المؤشرات على الميزانيات الكبيرة التي تصرفها بعض البلديات على إنشاء تلك الأقواس قائلا "على سبيل المثال تجد أن تكلفة أقواس النصر في بعض البلديات وصلت إلى الثلاثة ملايين ليرة"، مضيفاً أنه "من الأولى لتلك البلديات أن تضع هذه التكاليف على تنفيذ المشاريع الأكثر إلحاحاً وأهمية للمواطنين مثل شبكات الصرف الصحي وأعمال النظافة والشاخصات الطرقية...".
كما حصلت سيريانيوز على بعض المعطيات، حيث رممت بلدية جديدة عرطوز مؤخراً (قوس نصر) في مدخل المدينة، وأخر وسط المدينة، حيث قال رئيس بلدية جديدة زياد غنيم لسيريانيوز إن "البلدية قامت مؤخراً بترميم القوسين، حيث بلغت تكلفة الترميم للقوسين 250 ألف ليرة"، مضيفاً أن "الترميم شمل اكساء القوسين بالحجر".
بدوره، قال رئيس بلدية دروشة السابق، جاسم مصطفى إن "إنشاء أي قوس نصر لتجميل مدخل المدينة، يأتي عن طريق استدراج عروض ومن ثم اختيار العرض الأفضل"، لافتاً إلى أن "تكلفة الإنشاء تأتي حسب الموصفات التي تريدها البلدية، إضافة إلى حجم القوس المراد إنشاءه".
تعميم وزير الإدارة المحلية لم يكتف بإلغاء موازنة تكلفة أقواس النصر، لم يشمل فقط أقواس النصر، وإنما أتى أيضا على عدم إعطاء موازنة لسواري الأعلام التي تقيمها البلديات عند مداخل مدنها.
وقال رئيس مدينة معضمية الشام في ريف دمشق حسن أبو زيد لسيريانيوز إن "البلدية رفعت عند مدخل المدينة سارية علم يبلغ طولها 20م فقط"، لافتاً إلى أن تكلفة السارية بلغ 110 ألف ليرة".
"لا قيمة مضافة لها"
ولمعرفة حيثيات التعميم، قال معاون وزير الإدارة المحلية صادق أبو وطفه لسيريانيوز إن "الوزير الحجة أصدر تعميماً يقضي بإيقاف كل من أقواس النصر وسواري الأعلام، إضافة إلى عدم إعطاء أمر المباشرة لأي مشروع مماثل حتى لو كانت إضبارته التنفيذية جاهزة، مع الطلب من الوحدات الإدارية والبلديات بعدم لحظ تنفيذ مداخل خاصة بها (أقواس النصر) نظراً لما يترتب عليها من كلف تشكل أعباء إضافية على الموازنات"، لافتاً إلى أنه "توضّح أن إنشاء قوس نصر أو رفع سارية علم ليس له أي قيمة مضافة".
وأشار أبو وطفه إلى أنه "من الممكن للبلديات والمدن أن تستعيض عن هذه الأقواس بوضع لوحات عند مداخل المدن لتأدية الوظيفة التي تؤديها أقواس النصر".
وفيما إن كان وزير الإدارة المحلية تامر الحجة أصدر التعميم بعد إجراء دراسة من الوزارة لمعرفة تكاليف الأقواس وسواري الأعلام، قال معاون وزير الإدارة المحلية إن "الوزراة لم تقم بأي دراسة لهذا الغرض"، مستدركاً أن "الوزارة لم تعد تريد أقواس النصر لتكاليفها الباهظة".