الحجاج ^
^
^
^
^
عندما نسمع أو نقرأ إسم الحجاج يتبادر إلا أذهاننا الحجاج بن يوسف
ليس هو المطلوب هنا
الحكاية عن الحجاج بن علاط البهزي
هل سمعتم به وبمكره في زعماء قريش وأهلها يوم خيبر ؟؟
وهل سمعتم بإبنه نصر بن الحجاج بن علاط وجماله وحكايته مع عمر بن الخطاب ؟؟
وسننزل عند رغبات ظنونكم ونستجيب الى غمزات أذهانكم وسنأتي على ذكر الفارعة إم الحجاج بن يوسف أيضاً
المرجع
البداية والنهاية لإبن كثير
قال ابن إسحاق: ولما فتحت خيبر كلم رسول الله الحجاج بن علاط السلمي، ثم البهزي فقال: يا رسول الله إن لي بمكة مالا عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة - وكانت عنده، له منها معوض بن الحجاج - ومالا متفرقا في تجار أهل مكة، فائذن لي يا رسول الله.
فأذن له، فقال: إنه لا بد لي يا رسول الله أن أقول.
قال: «قل».
قال الحجاج: فخرجت حتى إذا قدمت مكة، وجدت بثينة البيضاء رجالا من قريش يستمعون الأخبار، ويسألون عن أمر رسول الله ، وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر، وقد عرفوا أنها قرية الحجاز ريفا ومنعة ورجالا، وهم يتجسسون الأخبار من الركبان.
فلما رأوني قالوا: الحجاج بن علاط - قال ولم يكونوا علموا بإسلامي - عنده والله الخبر.
أخبرنا يا أبا محمد فإنه قد بلغنا أن القاطع قد سار إلى خيبر، وهي بلد يهود وريف الحجاز؟
قال: قلت: قد بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم.
قال: فالتبطوا بجنبي ناقتي يقولون: إيه يا حجاج؟
قال: قلت: هُزم هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط.
وقد قتل أصحابه قتلا لم يسمعوا بمثله قط، وأسر محمد أسرا وقالوا: لا نقتله حتى نبعث به إلى مكة فيقتلوه بين أظهرهم بمن كان أصاب من رجالهم.
قال: فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا: قد جاءكم الخبر، وهذا محمد إنما تنتظرون أن يُقدم به عليكم فيُقتل بين أظهركم.
قال: قلت: أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي، فإني أريد أن أقدم خيبر، فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى ما هنالك.
قال: فقاموا فجمعوا لي ما كان لي كأحث جمع سمعت به.
قال: وجئت صاحبتي فقلت: مالي، وكان عندها مال موضوع، فلعلي ألحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار.
قال: فلما سمع العباس بن عبد المطلب الخبر وما جاءه عني، أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيم التجار، فقال: يا حجاج ما هذا الذي جئت به؟
قال: قلت: وهل عندك حفظ لما وضعت عندك؟
قال: نعم!
قال: قلت: فاستأخر حتى ألقاك على خلاء، فإني في جمع مالي كما ترى فانصرف حتى أفرغ.
قال: حتى إذا فرغت من جمع كل شيء كان لي بمكة وأجمعت الخروج لقيت العباس، فقلت: احفظ علي حديثي يا أبا الفضل فإني أخشى الطلب ثلاثا، ثم قل: ما شئت.
قال: أفعل.
قلت: فإني والله تركت ابن أخيك عروسا على بنت ملكهم - يعني: صفية بنت حيي - وقد افتتح خيبر وانتثل ما فيها وصارت له ولأصحابه.
قال: ما تقول يا حجاج؟
قال: قلت: أي والله فاكتم عني ولقد أسلمت، وما جئت إلا لآخذ مالي فرقا عليه من أن أغلب عليه، فإذا مضت ثلاث فأظهر أمرك فهو والله على ما تحب.
قال: حتى إذا كان اليوم الثالث لبس العباس حلة له، وتخلق وأخذ عصاه ثم خرج حتى أتى الكعبة فطاف بها، فلما رأوه قالوا: يا أبا الفضل هذا والله التجلد لحر المصيبة!
قال: كلا والله الذي حلفتم به، لقد افتتح محمد خيبر، ونزل عروسا على بنت ملكهم، وأحرز أموالهم وما فيها وأصبحت له ولأصحابه.
قالوا: من جاءك بهذا الخبر؟
قال: الذي جاءكم بما جاءكم به، ولقد دخل عليكم مسلما وأخذ أمواله فانطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معه.
فقالوا: يا لعباد الله انفلت عدو الله، أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن.
قال: ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك.
هكذا ذكر ابن إسحاق هذه القصة منقطعة.
وقد أسند ذلك الإمام أحمد بن حنبل فقال: حدثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، سمعت ثابتا يحدث عن أنس قال: لما افتتح رسول الله خيبر قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله إني لي بمكة مالا، وإن لي بها أهلا، وإني أريد أن آتيهم أفأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا؟
فأذن له رسول الله أن يقول ما شاء.
فأتى امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم.
قال: وفشى ذلك بمكة فانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحا وسرورا.
قال: وبلغ الخبر العباس فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم.
قال معمر: فأخبرني عثمان الخزرجي عن مقسم قال: فأخذ ابنا يقال له: قثم، واستلقى ووضعه على صدره وهو يقول:
حبي قثم * شبه ذي الأنف الأشم * بني ذي النعم * بزعم من زعم
قال ثابت عن أنس: ثم أرسل غلاما له إلى حجاج بن علاط فقال: ويلك ما جئت به وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به.
فقال حجاج بن علاط: اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له: فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره.
فجاء غلامه فلما بلغ الدار قال: أبشر يا أبا الفضل.
قال: فوثب العباس فرحا حتى قبَّل بين عينيه، فأخبره ما قال حجاج فأعتقه.
قال: ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله صفية بنت حيي واتخذها لنفسه، وخيرها أن يعتقها وتكون زوجه أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته.
قال: ولكني جئت لمال كان ها هنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت رسول الله فأذن لي أن أقول ما شئت، فاخفِ علي ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك.
قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فجمعته ودفعته إليه ثم انشمر به، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟
فأخبرته أنه ذهب يوم كذا وكذا، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك.
قال: أجل لا يحزنني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله، وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به.
قالت: أظنك والله صادقا؟
قال: فإني صادق والأمر على ما أخبرتك.
ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل.
قال: لم يصيبني إلا خير بحمد الله، أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا، وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب.
قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتى العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون ورد ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين.
وأما نصر بن الحجاج بن علاط
بينما عمربن الخطاب رضي الله عنه يطوف ذات ليله في سكك المدينه
اذ سمع امرأة تقول :
هل من سبيل الى خمر فأشربها
أم من سبيل الى نصر بن حجاج
الى فتى ماجد الأعراق مقتبل
سهل المحيا كريم غير ملجاج
تهنيه أعراق صدق حين تنسبه
أخآ وفيآ عن المكروه فراج
فقال عمر رضي الله عنه لا ارى معي بالمدينه رجلآ تهتف به الهواتف في خدورهن
على بنصر بن حجاج فلما جيء به فأذا هو من احسن الناس وجهآ واحسنهم شعرآ
فقال عمر رضي الله عنه لتاخذن من شعرك فأخذ من شعره فخرج وله وجنتان
كأنهما شقتا قمر فقال له اعتم فافتتن الناس بعينيه فقال عمر والله لا تساكنني في بلده انا فيها
قال يا امير المؤمنين ما ذنبي , قال هو ما اقول لك ثم سير به الى البصره
وخشية المرأة وهي الفارعه ام الحجاج ابن يوسف ان يبو من عمر اليها شيء فدست اليه ابياتآ
قل للا مام الذي تخشى بوادره
مالي وللخمر ام نصر ابن حجاج
لا تجعل الظن حقآ أن تبينه
ان السبيل سبيل الخائف الراجي
ان الهوى زم بالتقوى فاحبسه
حتى يقر بالجام واسراجقال فبكى عمر رضي الله عنه وقال الحمد لله الذي زم الهوى بالتقوى
وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة فخرجت امه يومآ بين الأذان والأقامه متعرضه لعمر
فأذا عمر قد خرج في ازار ورداء وبيده الدره فقالت يامير المؤمنين والله لأقفن انا وانت
بين يدي الله عز وجل وليحاسبنك أيبيتن عبدالله وعاصم الى جنبك وبيني وبين ابني
الفيافي والأوديه فقال لها ان ابناي لم تهتف بهما الهواتف في خدورهن
فأرسل عمر رضي الله عنه بريدىالى البصره وعامله فيها عتبه بن غزوان
فأقام ايامآ ثم نادى عتبه من اراد ان يكتب الى امير المؤمنين فليكتب فان البريد خارج
فكتب نصر بن حجاج بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اما بعد
لعمري لئن سيرتني او حرمتني
وما نلت من عرضي عليك حرام
فأصبحت منفيآ على غير ريبة
وقد كان لي بالمكتين مقام
أان غنت الذلفاء يومآ بمنية
وبعض أماني ا النساء غرام
ظننت بي الظن الذي ليس بعده
بقاء ومالي جرمة فألام
فيمنعني مما تقول تكرمي
وآبا ء صدق سابقون كرام
ويمنعها مما تقول صلا تها
وحال لها في قومها و صيام
فهاتان حالانا فهل انت راجعي فقد جب مني كاهل وسنام
فلما قرا عمر الكتاب قال اما ولي سلطان فلا . فلما مات عمر ركب ناقته وتوجه نحو المدينه