لم تكن تعرف أميمة بنت الاربعين عاما أن دخولها الى مشفى النهضة في حمص لاجراء عملية بعد " وجع في الضرس" سيكون آخر محطة لها في حياتها وأنها ستنتقل من المشفى الى القبر تاركة وراءها عائلتها واطفالا صغار .
بسطور من الالم يروي "ناصر يوسف" زوج المتوفية لعكس السير تفاصيل ماجرى معه " كانت زوجتي المرحومة تعاني من التهاب في الضرس أسعفت الى المشفى الوطني ليلا وأعطيت الدواء ثم اضطررت تحويلها الى طبيب أسنان أخر .
وتابع " وفي يوم الخميس حوالي الساعة الثانية ليلا زاد الألم عليها وأسعفت الى مشفى النهضة تم فحصها من قبل الطبيب المقيم الذي اتصل بطبيب الفكين (ع ) وبعد فحصها طلب دخولها المشفى لمدة 5 أيام " .
وفي صباح يوم الجمعة 24 أيلول ، يكمل زوج المتوفاة ، " حضر الدكتور ( ع ) طلب التحاليل لإجراء عملية وتم فحصها من قبل طبيب قلبية وخطط قلبها وكان سليم 100% ، وأثناء وجود زوجتي بغرفة العمليات طلب مني شراء مفجر من مشفى اخر تم شرائه وأرسلوا بطلبي في غرفة العمليات واخبروني زوجتي بحالة غيبوبة ولا تستجيب للمخدر سوف نطر عمل خزعة رغامي وطلبوا مني التوقيع " .
ويتابع زوج المريضة " كان توقيعي على أساس خلع ضرس ولا اعرف ماذا يقصد بالتوقيع بعد إجراء العملية أدخلت العناية المشددة وعند سؤالي للطبيب عن حالتها قال لي إنها بخير عندها وردني اتصال من المحاسب يطلب مبلغ 19000 ل س أجور المشفى وأنهم سوف ينقلوا زوجتي الى مشفى ثاني انتظرت قليلا عند باب العناية ... ليخبروني بوفاة زوجتي " .
من جهته تحدث الدكتور ( ع ) أخصائي الفكية لعكس السير عن حالة المريضة بالقول " كانت المريضة تعاني من ورم شامل تحت الفك والبلعوم واللسان وهذه حالة نادرة وأنا لم أقم بأي عمل جراحي وذلك لعدم تخدير المريضة "مشيرا الى أن (خناق لودفيغ) هو إنتان أرضية الفم عندما تنتشر البكتريا بالخراج السني ،و من المحتمل أن يكون مميت .
وفي ذات السياق كشف مصدر طبي مطلع لـ عكس السير إن "المريضة لديها وذمة شديدة تحت الفك السفلي ثنائي الجانب والوذمة قاسية مع ارتفاع قاع الفم للأعلى وذلك من شدة الوذمة التي مضى عليها خمسة أيام كانت المريضة تأخذ علاج بالمنزل " لافتا إلى أنه " كان لدى المريضة جذور عفنة بالفك السفلي من الجهتين" .
وبين المصدر سبب الوفاة بالقول " عندما بدأت طبيبة التخدير بالعمل لم تستطيع إدخال التيوب إلى الرغامى بسبب الوذمة الشديدة وبدأت المريضة بالنزف من الأنف والفم ، حاولت طبيبة التخدير ثانية فلم تستطيع ، وبدأت المريضة تتشنج عندها تم طلب الدكتور محمد قرفول أخصائي اذنية لإجراء خزع رغامى فقام بإجراء الخزع ووضع تيوب قطر 6 مم داخل الرغامى ووضع المريضة بغرفة العناية المشددة قبل أن تتوفى ".
وبعد وفاة المريضة حضرت هيئة الكشف القضائي وبعد الكشف الأولي تم تشكيل لجنة خماسية من الأطباء الشرعيين المؤلفة من الدكتور عطا لله عباس رئيس قسم الطب الشرعي والدكتور بسام المحمد ود . سائر إسماعيل ود. إبراهيم اسعد ود.عبد المنعم الوفائي ، وبين الكادر الطبي بأنه "استطباب العمل الجراحي كان صحيحا ولا يوجد هناك أي خطأ طبي جسيم ولكن كان يجب على الكادر الطبي أن يكون محطاطا بوجود احد العناصر ضمن الفريق الطبي القادر على إجراء (خزعة رغامى ) لان حالة المريضة كانت خطيرة ومن المتوقع أن تحتاج لخزعة رغامى في أي وقت " مشيرا الى أن "سبب الوفاة القصور التنفسي الحاد التالي أدى إلى الوفاة"
أما إدارة مشفى النهضة صرحت لعكس السير بالقول " المفروض أن يكون هناك تجهيز أكثر للعملية وطبيب الاذنية يجب أن يكون متواجد سلفا مع الفريق الطبي ورأينا هو من رأي اللجنة الطبية " .
وفي ذات السياق بين الدكتور محمد قرفول أخصائي ( اذنية ) لعكس السير ماحدث بالقول " حوالي الساعة الثالثة استدعيت هاتفيا من قبل جمعية النهضة لحالة طارئة خلال ربع ساعة كنت بالمشفى وكنت بالطريق على اتصال مع الكادر الطبي لمعرفة الحالة لتجهيز المكان وما يلزم الحالة عند وصولي .
وتابع " الحالة كانت حرجة تستدعي الخزع ، والرقبة فيها وذمة شديدة ، وقد تم أخذ موافقة الأهل وقلت لهم هناك خطورة 40 % بعد العملية ..تم وضعها بالعناية المشددة وكانت تستدعي الحالة المتابعة ولا اعرف ماهي الحالة التي أدخلت فيها المشفى " .
ووسط هذه المعمعة من الاتهامات المتبادلة قرر " ناصر" زوج المتوفية " أميمة" الادعاء على الطبيب وإدارة المشفى لتسببهم بوفاة زوجته وتم فتح تحقيق موسع بالحادثة ، فهل تعيد التحقيقات الام لأطفالها ؟
– عكس السير - حمص
السبت سبتمبر 04, 2010 12:33 pm
